في ذكرى وفاته، فقد الوسط الفني واحدًا من أبرز رموزه، حيث توفي الفنان القدير عزت أبو عوف عن عمر يناهز 71 عامًا، بعد معاناة طويلة مع أمراض في الكبد والقلب، داخل أحد مستشفيات منطقة المهندسين. وكان الفنان الراحل يتلقى العلاج منذ فترة، وسط اهتمام ومتابعة من أسرته والمقربين، إلى أن وافته المنية، تاركًا خلفه مسيرة فنية حافلة بالعطاء والتنوع. ونعت نقابة المهن التمثيلية الفنان الراحل بكلمات مؤثرة، واصفة إياه بأنه "نموذج للفنان المحترم والخلوق، وأحد رموز الفن المصري الذي سيظل حيًا بأعماله وسيرته". من الطب إلى الفن.. عزت أبو عوف سيرة فنية لا تُنسى عزت أحمد شفيق أبو عوف، وُلد في حي الزمالك بالقاهرة في 21 أغسطس عام 1948. تخرج في كلية الطب، لكنه لم يلبث أن اتجه إلى عالم الفن، ليصبح أحد أبرز الشخصيات المؤثرة فيه على مدى عقود. كانت بدايته الفنية في منتصف السبعينات، حين أسس فرقة "4M" الغنائية مع شقيقاته، والتي كانت سببًا في شهرته، لم يكتف بالغناء، بل قدم عدة برامج حوارية فنية، قبل أن يتجه إلى التمثيل عام 1992، ويبدأ رحلته الحقيقية في السينما والتلفزيون. عرف عنه دعمه للمواهب الشابة، وكان أول من قدم المطرب محمد فؤاد للجمهور من خلال فرقة "4M"، كما جمعته علاقة صداقة وتعاون مع النجم عمرو دياب، وشاركه في عدد من الأعمال الناجحة مثل فيلم "آيس كريم في جليم" وكليب "راجعين". وامتد مشواره الفني ليشمل جيلًا جديدًا من الفنانين، حيث شارك مع تامر حسني في سلسلة أفلام "عمر وسلمى" بجزأيه الأول والثاني والثالث، إلى جانب عدد كبير من الأعمال السينمائية والدرامية الناجحة التي أظهر فيها قدرته الكبيرة على تجسيد الأدوار المتنوعة. بالإضافة إلى أعماله الفنية، شغل أبو عوف منصب رئيس مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، وأسهم في تطويره وتنشيطه، ما يعكس مكانته الفنية والإدارية المرموقة في الوسط الفني. ورغم أنه لم يكن بطل الشاشة الأول، إلا أن حضوره وأداءه وأخلاقه جعلت منه أحد أكثر الفنانين احترامًا وتقديرًا بين جمهوره وزملائه، بل وكان داعمًا لكثير من النجوم في بداياتهم. اقرأ أيضا|في ذكرى وفاته.. عزت أبو عوف صانع الفرق الموسيقية وأيقونة التجديد الفني وداعًا عزت أبو عوف.. الطبيب الذي اختار أن يُداوي الفن برحيل عزت أبو عوف، يفقد الفن المصري وجهًا محببًا وموهبة نادرة جمعت بين الثقافة والرقي والتواضع. سيظل اسمه محفورًا في ذاكرة السينما والموسيقى والدراما، كفنان عاش مخلصًا لفنه، وترك إرثًا إنسانيًا وفنيًا خالدًا.