تهل علينا ذكرى ثورة 30 يونيو هذا العام فى أجواء مختلفة تماما عن السنوات السابقة.. وما تمر به المنطقة من أحداث يعد بمثابة اعتراف رسمى بعبقرية ثورة 30 يونيو وتكريم للشعب المصرى الذى انتفض وصنع هذه الثورة وأنقذ مصر من أسوأ مصير ممكن أن تقع فيه دولة وهو أن تقع تحت حكم جماعة الإخوان. تعد ثورة 30 يونيو لحظة فارقة ليس فى تاريخنا فقط، بل فى تاريخ المنطقة بأسرها ولعل تأثيرها فى وقتها وامتداده لسنوات طويلة مقبلة لا يقل عن تأثير حرب أكتوبر المجيدة على مصر والعالم بأسره. لقد أفشلت ثورة 30 يونيو مخططات ومشروعات كثيرة كانت تهدف لفناء الدولة المصرية، فهب المصريون للدفاع عن وجودهم وأمن بلدهم ومستقبل أولادهم. انتصار المصريين فى 30 يونيو وتلاحم الشعب المصرى بكل طوائفه واستجابة القوات المسلحة بقيادة المشير عبد الفتاح السيسى فى ذلك الوقت لإرادة الشعب جاء ضربة قاصمة لأعداء مصر الذين حاولوا ومازالوا النيل من مصر وإضعافها واستنزاف مواردها وإشغالها بقضايا متعددة ولكن يقف لهم بالمرصاد وعى الشعب المصرى الذى انتفض فى 30 يونيو بعد ما رأى الانهيار والفوضى تعم البلاد وحالة التردى السياسى والثقافى والاقتصادى والاجتماعى والأمنى والمحاولات الحثيثة لقتل الروح الوطنية وطمس الهوية المصرية وحضارتها القديمة. هذا الوعى هو سلاح المصريين على مدى السنوات الماضية ولا بد من الاستمرارية فى شحذ هذا الوعى وعدم خفوت جذوته لأننا نحتاجه الفترة القادمة ربما أكثر من أى وقت آخر. السؤال الذى يلح على ذهنى ماذا كان سيحدث لمصر لو لم تقم ثورة 30 يونيو ويتم طرد الإخوان من الحكم؟ أتخيل سيناريو مرعب من حرب أهلية وتقسيم طائفى وتفتيت للدولة المصرية وتحويلها لدويلات متصارعة واقتتال داخلى يقضى على الأخضر واليابس وملايين المصريين لاجئين فى بلاد العالم.. الحمد لله على النجاة ولتحيا مصر.