اللعب على الحبال مهارة يجيدها لاعبو السيرك، ألعاب بهلوانية يمارسونها بمهارة تتطلب تركيزاً عالياً وقوة وتوازنا، وفى الحياة العامة حين يناورك أى شخص يتم وصفه بأنه يلعب على كل الحبال..! واعتدنا فى الحياة السياسية أن نطلق هذا القول على الساسة أى ما يُعرف بالمناورات السياسية شرط أن لا تفترض الغباء فيمن حولك، فإن افترضت فيهم الغباء وهم يعرفون أنك تستغبيه فهذه هيَ البلطجة.. والبلطجة أنواع تبدأ بالتهديدات وتنتهى بالاعتداءات. لقد عشنا وشعوب العالم فصلاً رائعاً من البلطجة واللعب على الحبال خلال اثنى عشر يوماً خلال حرب إسرائيل وإيران، لم نكن نعلم أنها ستنتهى بمسرحية هزلية من الكوميديا السوداء مليئة بالسخرية يستغبى فاعلوها عالم بأكمله، قاموا بالمسرحية مع مخرجهم الرائع ترامب وهُم يعلمون أننا كشفناهم..لا يهم..! هذه هيَ البلطجة السياسية التى يُريدون فرضها بالقوة «عينى عينك كده» كل أطراف الحرب خرجت منتصرة.. ما هذا الهراء ..! أننا نعيش فى زمن اختفى فيه لاعبو السيرك. ماذا نفعل وقد أصبحنا نعيش فى عالم يحكُمه المال واستعراض القوة والبلطجة السياسية. غزة فى القلب.. أما الآن وقد انتهت اللُعبة فماذا عن غزة ! ماذا أنتم فاعلون، لقد فاض الكيل أيها الساسة يا من تحكمون العالم. غزة تحترق وأهلها يموتون جوعاً، وإسرائيل نالت من الحب جانبا وتم تدمير جزء ليس بالقليل من تل أبيب وذاق الإسرائيليون ويلات الحرب والهجرة. فهل يفيق العالم والمجتمع الدولي، معهم العرب، ليلحق ما تبقى من غزة ونصرة القضية الفلسطينية وإحلال السلام فى المنطقة كما يزعم ترامب وساسة العالم أم أنها مناورة بهلوانية مثل اللعب على الحبال !.