نظمت سفارة الهندبالقاهرة فعالية كبيرة للاحتفال باليوم العالمي الحادي عشر لليوجا في حديقة الحرية بالزمالك، بحضور نخبة من كبار المسؤولين والشخصيات البارزة في المجتمع المصري. تصدر المشهد في هذا الحدث المهم كل من الدكتور عمرو الحداد مساعد وزير الشباب والرياضة، والسيد مجدي أبو رية مدير عام الحدائق التخصصية الذي مثل محافظ القاهرة في الفعالية، إلى جانب الدكتور عماد البناني وزير الشباب والرياضة الأسبق ورئيس اتحاد الرياضة للجميع حالياً. جاء هذا الاحتفال المركزي بالعاصمة كختام لمجموعة واسعة من الأنشطة والفعاليات المتعلقة باليوجا التي شهدتها عدة محافظات مصرية بالتنسيق مع السفارة الهندية، حيث امتدت هذه الأنشطة لتشمل أسيوط والإسكندرية والقاهرة والفيوم والجيزة والإسماعيلية وبورسعيد والبحر الأحمر وسوهاج وجنوب سيناء. وقد أبدت السفارة الهندية امتنانها البالغ للدعم الاستثنائي الذي تلقته من جانب هذه المحافظات المختلفة، مع تقديرها الخاص لحضور السادة المحافظين شخصياً في هذه الفعاليات. شهدت الفعالية، التي تمت بالشراكة مع وزارة الشباب والرياضة المصرية ومحافظة القاهرة، إقبالاً لافتاً من جانب المواطنين المصريين من شتى الخلفيات الاجتماعية والمهنية، بالإضافة إلى ممثلي البعثات الدبلوماسية المختلفة وأفراد الجالية الهندية المقيمة في مصر، فضلاً عن حشد كبير من الأشخاص الذين تربطهم علاقات صداقة وثيقة مع الهند. ألقى السفير الهندي سوريش ك. ريدي كلمة مؤثرة خلال الحدث، سلط فيها الضوء على الأهمية البالغة لليوجا والمنافع المتعددة التي تحققها للصحة بمفهومها الشامل. ودعا السفير جميع الحاضرين إلى تبني اليوجا كجزء لا يتجزأ من نشاطاتهم اليومية، باعتبارها السبيل الأمثل لتحقيق نمط معيشي يتسم بالصحة والاتزان. رفع المنظمون شعار "اليوجا من أجل أرض واحدة، وصحة واحدة" كعنوان لاحتفالية هذا العام، وهو الشعار العالمي الذي يؤكد على الترابط الوثيق بين صحة الإنسان وصحة الكوكب الذي يعيش عليه. واعتبر المشاركون أن اليوجا، بوصفها إحدى العطايا الثمينة التي قدمتها الحضارة الهندية العريقة عبر التاريخ، لا تقتصر فوائدها على تقوية البنية الجسدية وتهدئة الحالة النفسية فقط، وإنما تمتد لتشمل تنمية الوعي والوصول إلى حالة من الهدوء الداخلي. وأشار المتحدثون إلى أن تحقيق هذا المستوى من الإدراك يدفع الأفراد نحو تبني أساليب حياة أكثر صحة، مما يساهم في بناء عالم يتمتع بقدر أكبر من التوازن والاستمرارية. يُذكر أن الاحتفال باليوم العالمي لليوجا يقام سنوياً في 21 يونيو من كل عام على مستوى العالم، استناداً إلى القرار الذي أصدرته منظمة الأممالمتحدة في عام 2014. وكانت الهند قد تقدمت بمقترح هذا القرار، الذي حظي بدعم ومساندة 175 دولة عضو في المنظمة الدولية، من بينها جمهورية مصر العربية، وذلك اعترافاً بالفوائد الشاملة التي تقدمها اليوجا ودورها المحوري في النهوض بالصحة على المستويات الجسدية والذهنية والروحية. عقب انتهاء الجلسة التطبيقية لليوجا التي بعثت النشاط والحيوية في نفوس الحاضرين، تمتع الجمهور بمشاهدة عرض فني مبهر لرقصة الكاثاك الهندية التقليدية، والتي تركت انطباعاً عميقاً لدى جميع الحضور وأضافت لمسة ثقافية أصيلة للمناسبة. لاقت مسابقة "اليوجا في مكان شهير" التي دشنتها السفارة الهندية استجابة حماسية واسعة من قبل عشاق اليوجا في مصر. وقد تنافس المشاركون في تقديم لقطات فوتوغرافية مبدعة تُظهرهم وهم يمارسون اليوجا في أجمل وأشهر المواقع الأثرية والطبيعية المصرية، انطلاقاً من أهرامات الجيزة العظيمة وسواحل البحر المتوسط الساكنة، مروراً بمناظر الصحراء البيضاء والسوداء الخلابة، ونهر النيل العريق، وقمة جبل موسى، ووصولاً إلى المتحف المصري الكبير وبرج القاهرة والقلعة الأثرية. هذه الصور الرائعة لم تبرز فقط روعة المعالم المصرية الأسطورية، بل عكست أيضاً الاهتمام المتنامي بممارسة اليوجا في كافة أنحاء مصر، مما يدل على انتشارها المتزايد وتأثيرها الثقافي العميق في المجتمع المصري.