في ظل تصاعد التوتر في المنطقة، ووسط استمرار الضربات المتبادلة بين إسرائيل وإيران، تتجه الأنظار إلى الخيارات الاستراتيجية المتاحة أمام طهران، في ضوء الموجة العشرين من الهجمات الصاروخية التي نفذها الحرس الثوري الإيراني ضد أهداف إسرائيلية. أقرأ أيضا| تبعات غلق مضيق هرمز على الاقتصاد العالمي واستقرار المنطقة سيناريوهات الرد الإيراني يرى اللواء سمير فرج الخبير العسكري، 3 سيناريوهات متوقعة للرد الإيراني على الضربات الأمريكية، موضحًا أن السيناريو الأول، يتمثل في استهداف القواعد الأمريكية في الخليج والعراق، حيث تنتشر القوات الأمريكية في أكثر من 40 موقعًا بالمنطقة. وأوضح «فرج» في تصريحات خاصة لبوابة «أخبار اليوم»، أن السيناريو الثاني فيتعلق ب الأذرع الإقليمية لإيران مثل الحوثيين، مع استبعاد تدخل حاسم من حزب الله، أو حماس بسبب ضعفهم في هذا التوقيت، ورفض لبنان دخول حزب الله في أي صراعات تقحم فيها البلاد، مشيرًا إلى أن إيران قد تلجأ كذلك إلى غلق أو تلغيم مضيق هرمز، وباب المندب من قبل الحوثيين. وكشف اللواء سمير فرج، أن السيناريو الثالث يتمثل في عمليات الذئاب المنفردة داخل الأراضي الأمريكية، مستغلين وجود عناصر موالية داخل المجتمع الأمريكي. بين التصعيد المحسوب والمواجهة المفتوحة وبحسب محللين إيرانيين وغربيين يرو أن السيناريو الأول، يتمثل في استمرار الضربات المحددة، والسيناريو الأقرب للواقع، هو استمرار الضربات الصاروخية الدقيقة ضد أهداف إسرائيلية ذات طابع عسكري واستخباراتي، مثل مراكز القيادة ومرافق البحوث، ليسمح هذا النمط لطهران بتوجيه رسائل قوة دون تجاوز الخطوط الحمراء التي قد تستفز تدخلاً أميركيًا مباشرًا. كما يرى الدكتور طارق فهمي خبير العلاقات الدولية أن السيناريو القريب، هو التوسع عبر الأذرع الإقليمية، والذي يتمثل في استخدام حلفاء إيران في المنطقة، مثل "حزب الله" في لبنان، والميليشيات المسلحة في سوريا والعراق واليمن، لفتح جبهات ضغط على إسرائيل من أكثر من محور. وأوضح فهمي في تصريحات خاصة لبوابة «أخبار اليوم» أن هذه الورقة تمكّن طهران من توسيع دائرة الضغط دون تحمل التكلفة المباشرة، مشيرا إلى سيناريو أخر يتمثل في ضربة مفاجئة واسعة النطاق، رغم كونه مستبعدًا في المرحلة الحالية، إلا أن بعض التقديرات لا تستبعد لجوء إيران إلى ضربة عسكرية أكبر وأكثر شمولًا إذا ما تجاوزت إسرائيل "الخطوط الحمراء" الإيرانية. وضمن ردود الفعل؛ الحرس الثوري الإيراني، أعلن عبر وكالة الأنباء الإيرانية "تسنيم"، أنه استخدم مزيجًا من الصواريخ البالستية بعيدة المدى في الموجة العشرين من عملية "الوعد الصادق" التي استهدفت عدة مواقع استراتيجية داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة. أقرأ أيضا| تبعات غلق مضيق هرمز على الاقتصاد العالمي واستقرار المنطقة وأوضح بيان صادر عن الحرس الثوري أن الموجة الصاروخية الجديدة شملت استهداف مطار بن غوريون، ومركز الأبحاث البيولوجية، وعدد من مراكز القيادة والسيطرة الإسرائيلية، ضمن عملية وصفها البيان ب"الدقيقة والمركزة". وأضاف البيان أن الهجوم تم باستخدام صواريخ بعيدة المدى تعمل بالوقود السائل والصلب، إضافة إلى صواريخ موجهة قادرة على المناورة في المرحلة النهائية من مسارها لضمان إصابة دقيقة، مشيرًا إلى أن أحد هذه الصواريخ هو صاروخ "خيبرشكن" الجديد، والذي يستخدم لأول مرة ضمن هذه الهجمات، ويحمل رؤوسًا شديدة الانفجار ومتعددة. وأكد الحرس الثوري أن الضربة تأتي ضمن سلسلة من الردود على "الاعتداءات الإسرائيلية والأمريكية المتواصلة ضد أهداف إيرانية في المنطقة"، مشددًا على أن الهجمات ستستمر طالما استمرت "الاستفزازات والعدوان".