أعلنت شركة إيرباص الأوروبية العملاقة، عن أن جهودها لتحويل أعمالها في قطاع الفضاء تسير بشكل جيد، مع إشارات قوية على عودة النمو وزيادة الإيرادات. ويأتي هذا التحول بعد فترة صعبة شهدت فيها الشركة تكبد رسوم كبيرة وإعادة هيكلة واسعة النطاق لوحدة أنظمة الفضاء التابعة لها. ووفقًا لتقارير حديثة، شهدت إيرادات قسم الفضاء والدفاع التابع لإيرباص ارتفاعًا ملحوظًا بنسبة 28% في الربع الأول من عام 2025، وهو ما يعزز النمو البالغ 10% الذي تحقق في عام 2024. وهذا الانتعاش يأتي بعد أن قامت الشركة بمراجعة شاملة لبرنامجها الفضائي، تضمنت إلغاء 2500 وظيفة وتكبد رسوم بلغت 650 مليون دولار في عام 2023 و 1.4 مليار دولار في عام 2024، ويعزى ذلك إلى عروض مناقصات سابقة كانت "شديدة العدوانية" وعرضت الشركة لثغرات فنية، خاصة في محفظة أقمار الاتصالات والملاحة. اقرأ ايضا بلاك سكاي تطلق أقمارًا صناعية جديدة للتصوير وجمع البيانات على نطاق واسع وبعد تجاوز هذه التكاليف الضخمة، تركز إيرباص الآن على استراتيجية تعاقد أكثر انتقائية، مع التركيز على الطلبات ذات "ملف مخاطر جيد" والتنفيذ والتسليم الفعال. هذا وقد صرح المدير المالي لإيرباص، توماس توبفر، في وقت سابق من هذا العام بأن الشركة "انتهت من عملية التنظيف" ويمكنها الآن التركيز بشكل كامل على الأمور الأساسية في الأعمال. ويشمل التحسن أيضًا إنجازات بارزة مثل الإطلاق التجاري الأول الناجح لصاروخ "أريان 6" في مارس الماضي، وهو مشروع مشترك بين إيرباص وسافران عبر "أريان جروب". وتستفيد إيرباص كذلك من التوجه الأوروبي نحو تعزيز الدفاع السيادي والفضاء، في ظل سعي الاتحاد الأوروبي للاستقلال عن خدمات مثل "ستارلينك". وتشير التطورات أيضًا إلى محادثات لدمج محتمل لأعمال إيرباص الفضائية مع شركات أقمار صناعية أوروبية أخرى مثل تاليس وليوناردو، فيما يُعرف بمشروع "برومو". ويهدف هذا التكتل الأوروبي الجديد إلى زيادة الكفاءة والإنتاجية، وتعزيز القدرة التنافسية أمام شركات مثل سبيس إكس. وتؤكد هذه التطورات أن إيرباص تمضي قدمًا في خطة التعافي، مع التركيز على النمو المستدام وتحقيق الربحية في قطاع الفضاء.