في وقت تتزاحم فيه الأعمال الدرامية على الشاشات، يطل المخرج سعد هنداوي بمسلسل "فات الميعاد" ليضع بصمة مختلفة وجريئة، يتناول فيها قضية العنف الأسري بشكل إنساني وعميق و فتح المخرج سعد هنداوي قلبه ل «بوابة أخبار اليوم» ، متحدثًا عن كواليس التحضير، وتفاصيل العمل الذي يناقش قضية العنف الأسري بواقعية إنسانية. وفي هذا الحوار، يكشف هنداوي سر انجذابه للنص، تعاونه مع أبطال العمل، ورأيه في الرسائل التي تحملها الدراما، مؤكدًا أنه لا يفرض على المشاهد طريقة محددة للفهم، بل يترك له حرية التأويل. ما الذي جذبك لتولي إخراج مسلسل "فات الميعاد"؟ أول ما شدني هو الموضوع نفسه، لأنه يطرح قضية مهمة وحساسة، وهي العنف الأسري والكتابة كانت احترافية ومليئة بالمشاعر، وده شجعني أصدق كل حرف فيها. كيف تعاملت مع الجوانب النفسية المعقدة في الحلقات الأولى؟ اشتغلنا على كل تفصيلة من البداية، سواء في الشخصيات أو الربط بينهم واخذت وقت طويل في المناقشات والمذاكرة مع فريق الكتابة، وكان فيه تواصل دائم مع الفنانين لشرح الأبعاد النفسية لكل شخصية. ما سر اختيار أغنية أم كلثوم لتكون تتر المسلسل؟ الفكرة كانت اقتراح من المنتج إبراهيم حمودة، ورغم تكلفتها، لكن ما ترددتش لحظة، لأن صوت أم كلثوم وكلمات الأغنية بيتطابقوا مع مشاعر المسلسل وبيعززوا الحالة الدرامية. هل كان اسم "فات الميعاد" اختيارًا متأخرًا أم تم تحديده من البداية؟ لا، الاسم كان موجود من البداية، وكان جزءًا من رؤية العمل منذ لحظة التحضير الأولى هو مش مجرد عنوان جذاب، لكنه مرتبط تمامًا بالدراما وبالأحداث اللي هتتطور في الحلقات الجاية، واللي هتبين قد إيه الاسم ده متناسق مع روح المسلسل ومع القصة كلها. هل توجه رسائل معينة من خلال أعمالك؟ أنا بترك للمشاهد حرية استقبال العمل بالشكل اللي يريحه كل مشاهد بيشوف العمل من زاويته، وده عندي أهم من فرض رسالة جاهزة. هل واجهت صعوبات في التعامل مع الفنانين؟ إطلاقًا، أنا كنت محظوظ جدًا بكل فريق التمثيل الكل كان على وعي والتزام شديد، وكان فيه حب حقيقي للشغل، وده فرق جدًا في النتيجة. كيف تصف تجربتك في هذا العمل؟ ممتعة ومليانة تحديات، بس كانت تجربة إنسانية وفنية غنية جدًا، واستمتعت بكل مراحلها من التحضير للتصوير. مسلسل "فات الميعاد" هو دراما اجتماعية نفسية تدور في قالب إنساني حول قضايا العنف الأسري والصمت الذي يفرضه الخوف داخل البيوت، خاصة على النساء. وتتناول الحلقات رحلة البطلة "فرح"، التي تجسدها أسماء أبو اليزيد، في محاولة لفهم ذاتها والتحرر من علاقات مؤذية، وسط صراعات عائلية وعاطفية ونفسية ويشاركها البطولة أحمد مجدي في دور "كريم"، الذي تتشابك حياته مع حياتها بشكل معقد، بينما يظهر أحمد صفوت في شخصية زوج سابق يحمل طباعًا عنيفة، وهاجر عفيفي تجسد شخصية شقيقة متقلبة تبحث عن ذاتها. المسلسل من تأليف عاطف ناشد، إخراج سعد هنداوي، وإنتاج ابراهيم حمودة ويتكون من 15 حلقة ويُعرض على منصة Watch It، وحقق نسب مشاهدة مرتفعة منذ عرضه، خاصة بعد استخدام أغنية أم كلثوم "فات الميعاد" كتتر درامي قوي يتناغم مع أحداث المسلسل. الحلقة 1 : نتعرف على "فرح" (أسماء أبو اليزيد)، امرأة تعيش في صراع داخلي بسبب زواج سابق مؤلم. تحاول استعادة حياتها تدريجيًا، بينما يظهر "كريم" (أحمد مجدي) كطبيب نفسي، يلتقي بها في ظروف خاصة. تبدأ ملامح قصة إنسانية بالتشكل بينهما. الحلقة 2 : يُكشف جانب من الماضي المؤلم لفرح، وتُعرض تفاصيل معاناتها من العنف الأسري. في الوقت نفسه، يواجه كريم مشاكل نفسية خاصة مرتبطة بطفولته وعلاقته بأسرته، ما يجعله أكثر تفهمًا لفرح. تتقاطع خطوط حياتهما بهدوء وتوتر معًا. الحلقة 3 : نرى جانبًا أكبر من الصراعات داخل عائلة فرح، خاصة مع شقيقتها "هالة" (هاجر عفيفي)، التي تعاني من مشكلات في الزواج والهوية. تظهر شخصية "حازم" (أحمد صفوت)، الزوج السابق لفرح، بوجهه العنيف والأناني. الحلقة 4 : تتطور العلاقة بين فرح وكريم، في الوقت الذي تزداد فيه ضغوط المجتمع والعائلة عليها. كريم يساعد إحدى المريضات في المستشفى، مما يُظهر إنسانيته وتعاطفه، ويكشف جزءًا من أسلوبه في العلاج. الحلقة 5 : تبدأ الحلقة بمواجهة غير مباشرة بين فرح (أسماء أبو اليزيد) وطليقها حازم (أحمد صفوت)، الذي يحاول التودد إليها مجددًا، لكن محاولاته تُقابل بجمود وقلق من جانبها. في المقابل، يحاول كريم (أحمد مجدي) أن يقترب من فرح أكثر، ليس فقط كمريض محتمل، ولكن كإنسانة تحتاج للدعم والاحتواء. تبدأ جلسات بينهما تأخذ منحنى شخصي، وتتخللها لحظات توتر عاطفي. الحلقة 6 : تتصاعد حدة الصراع الداخلي عند فرح بعد محاولة حازم السيطرة مجددًا على حياتها، وتبدأ معالم اضطرابها النفسي تظهر بشكل أقوى. في هذه الحلقة، نكتشف جزءًا من خلفية كريم العائلية، وتُعرض مشاهد توضح علاقته المتوترة بوالده... هالة (هاجر عفيفي)، شقيقة فرح، تبدأ في اتخاذ قرارات مهمة تخص حياتها الخاصة، وتُظهر تمردًا على وضعها الحالي. الحلقات تسير بوتيرة هادئة لكنها مشبعة بالمشاعر والصراعات النفسية، ويعتمد العمل على الغوص في أعماق الشخصيات أكثر من الحدث الخارجى و عنوان المسلسل وتتر "فات الميعاد" يعكسان الجو العام من الندم والتردد والخوف والأمل في بدايات جديدة.