رغم انحياز واشنطن الواضح ل «تل ابيب» ستظل حرب أكتوبر73معجزة عسكرية مصرية فرضت نفسها على العالم وكل وسائل الإعلام العالمية وتصدرت عناوين القتال والنصرالصحف والمجلات والقنوات التليفزيونية. نشرت وكلات الانباء الأمريكية والبريطانية ان المصريين عبروا قناة السويس وخاضوا معارك مكثفة وأطلق هنرى كسينجر وزير الخارجية الأمريكى مناشدات لمنع المعارك بلا جدوى.. فقد أظهرالمصريون والسوريون كفاءة عالية وتنظيما وشجاعة وحققوا نصرا تحطمت معه أوهام الإسرائيليين واستعادنا السيطرة على قناة السويس وخسر العدو المبادرة وتراجع جيشه بسبب النطاق الواسع للأسلحة واسلوب استخدامها..وكتبت الصحف ان حرب أكتوبر الوحيدة بين أربع حروب بين العرب وإسرائيل التى تفوق فيها المصريون وكان عبور القناة جريئا وعبقريا بإذابة السواترالرملية الدفاعية العملاقة بخراطيم المياة وإقامة الكبارى وعبور الكوماندوز بزوارق مطاطية مكشوفة ..فكل يوم يمر تتحطم الأساطيرالتى بنتها إسرائيل منذ عام 67 . أن الأسطورة التى روجها الإسرائيلون تقول إن العرب ليسوا محاربين وهم «سوبرمان» واثبتت الحرب عكس ذلك فما شاهدوه من حطام منتشرعلى رمال الصحراء لكل أنواع المعدات الإسرائيلية من دبابات و مدافع و عربات وأحذية متروكة و غسيلا مصريا منشورعلى خط بارليف اثبت عكس ذلك.. فقد أمسك المصريون والسوريون بالقيادة الإسرائيلية وهى عارية! فلم تستطع تعبئة قوات كافية من الاحتياط لمواجهة الموقف إلا بعد 3أيام.. وضاع الاعتقاد بأن أجهزة مخابراتهم الأكفأ وجيشهم الأقوى والسؤال الذى يتردد على كل لسان لماذا لم يعرفوا بخطط مصر وسوريا مسبقًا؟ لقد واجه الإسرائيليون خصمًا يتفوق عليهم فى كل شيء ومستعدًا لحرب استنزاف طويلة فحرب أكتوبر غيرت الكثير من المفاهيم والمورثات وكتب التاريخ وتغيرت الصورة السلبية للمقاتل العربى التى قدمها الإسرائيليون للاعلام العالمى فما حدث تأديب وتعذيب والحرب كلفت اسرائيل خسائر باهظة فالإسرائيليون كانوا يتقهقرون على طول الخط أمام المصريين والسوريين والشعور السائد فى «تل ابيب»هو الحزن والاكتئاب فعدد الاسرى العائدون أكثر مما كان متوقعا مما يعنى الكثير من القتلى فالثقة الإسرائيلية بعد 67 بلغت حدا من الغطرسة الكريهة التى لا تميل الى الحلول الوسط وتبخرت فى حرب أكتوبر.. هذا ما تبعته فى وكالات الانباء والصحف والمجلات العالمية .. وللحديث بقية.