عواصم- وكالات الأنباء: فى اليوم الخامس على التوالى من الحرب الإسرائيلية الإيرانية، شنت إيران هجوماً صاروخياً هو الأعنف تراوح بين 20 و30 صاروخاً على تل أبيب وهرتسيليا، بينما كشفت إسرائيل عن جزء من خسائرها الناجمة عن الضربات الإيرانية مع تشديد الرقابة العسكرية على البث المباشر للقنوات التليفزيونية، إضافة إلى إغلاق المناطق التى تعرضت للقصف منعاً للتصوير بكاميرات الهواتف المحمولة فى هرتسيليا وحيفا تحديداً، وذلك بالتزامن مع إعلانها اغتيال رئيس الأركان الإيرانى على شادمانى بعد مرور عدة ساعات على تعيينه فى منصبه، مما يثير مخاوف من تصعيد الحرب بين العدوين اللدودين. وأشار الجيش الإسرائيلى إلى أن شادمانى كان الأقرب إلى المرشد على خامنئي. ويُعد على شادمانى من أبرز الشخصيات العسكرية فى إيران، حيث تولى عدة مناصب رفيعة، من بينها: قائد الحرس الثوري، وقائد الجيش الإيراني، كما شغل منصب رئيس قسم العمليات فى هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة، بالإضافة إلى كونه نائب قائد قيادة الطوارئ فى وقت سابق، وفقاً لصحيفة «يديعوت أحرونوت». من جهته، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلى: إن الجيش هاجم منصات صواريخ أرض أرض ومستودعات صواريخ فى إيران. وأكد أن إيران لا تزال قادرة على استهداف الجبهة الداخلية. وشدد على أن بلاده لن تسمح لإيران بالحصول على سلاح نووي. ونقلت القناة 12 الإسرائيلية عن مسئول إسرائيلى رفيع قوله إن الجيش دمر 40% من منصات إطلاق الصواريخ الإيرانية. ومن جهته، قال وزير الخارجية جدعون ساعر: إن بلاده تواجه طهران دبلوماسياً فى المحافل الدولية مثلما يواجهها فى الميدان، مؤكداً على أن هدفهم فى وزارة الخارجية منح غطاء سياسى لعمليات الجيش. وفيما بدا أنه رد من طهران على استهداف التليفزيون الرسمى الإيرانى بالأمس، أظهرت مقاطع فيديو نشرها مستوطنون يهود فى هرتسيليا توضح تعرض مبنى المخابرات العامة الإسرائيلية (الموساد) للقصف بصواريخ إيرانية، إضافة إلى عدة مبانٍ أخرى، وذلك بالتوازى مع رواية إسرائيلية رسمية تفيد بتعرض مبنى مهم من ثمانية طوابق للقصف فى هرتسيليا، دون الإفصاح عن هوية المبنى. ودكت الصواريخ الايرانية مدن تل أبيب وغوش دان وهرتسيليا حيث أصابت مبانى هناك. كذلك سقطت صواريخ على قواعد عسكرية فى جنوب إسرائيل خاصة قاعدة نفاتيم. وقالت صحيفة «يسرائيل هيوم»: إن إصابة مبنيين أحدهما مكون من 8 طوابق فى مدينة هرتسيليا شمال تل أبيب ووجود عالقين تحت الأنقاض ، بينما لمحت وسائل إعلام إسرائيلية إلى أن أحد المبنيين يعود للموساد الإسرائيلي. ووفقاً لصحيفة «يديعوت أحرونوت»، أدى الهجوم الصاروخى الإيرانى على موقف حافلات هرتسيليا إلى حفرة بعمق أربعة أمتار تقريبًا، فيما اشتعلت النيران فى إحدى الحافلات، وأُصيب نحو 14 آخرين جراء الاصطدام. وقال رئيس بلدية هرتسيليا: إن هناك إصابة مباشرة فى جميع أنحاء المدينة. وقال الإسعاف الإسرائيلى: إن 10 إسرائيليين أصُيبوا فى أثناء توجههم للملاجئ بعد إطلاق صواريخ من إيران. وقالت وسائل إعلام إسرائيلية: إن الرقابة الإسرائيلية تمنع نشر صور للمنطقة التى سقط بها صاروخ إيرانى فى مدينة هرتسيليا فى تل أبيب. ويأتى ذلك مع إعلان قيادة الجبهة الداخلية فى جيش الاحتلال الإسرائيلى عن تفعيل صافرات الإنذار فى مناطق جنوب هضبة الجولان المُحتل، ومطار بن جوريون، والقدس، وتل أبيب الكبرى، واللد، وذلك عقب رصد هجوم بطائرات مُسيّرة إيرانية. وذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية أن صافرات الإنذار دوّت فى مستوطنة «رامات مغشيم» فى جنوب الجولان، وسط مخاوف من تسلُّل طائرات بدون طيار انطلقت من الأراضى الإيرانية. ودعا جيش الاحتلال فى بيان المواطنين إلى الدخول الفورى إلى المناطق المحمية والبقاء فيها حتى إشعار آخر، مؤكدًا أن «الخروج منها غير مسموح إلا بتعليمات رسمية من قيادة الجبهة الداخلية». وفى السياق ذاته، أشارت مصادر إسرائيلية إلى سقوط صواريخ فى منطقة «غوش دان»، التى تشمل: قلب مدينة تل أبيب وضواحيها. وأشارت وسائل إعلام إسرائيلية إلى إجلاء 1300 من سكان بيتاح تكفا ونحو 300 من سكان تل أبيب إلى الفنادق. كما تم إجلاء 60 شخصاً من سكان حيفا إلى الفنادق بعد تضرر منازلهم جراء الصواريخ الإيرانية. وأقر وزير المالية الإسرائيلى بتسلئيل سموتريتش، بتدمير 24 مبنى بالكامل وإجلاء 2775 مواطناً، جراء الصواريخ الإيرانية التى جاءت رداً على العدوان الذى بدأته إسرائيل فجر الجمعة الماضي. وقال سموتريتش، فى تصريحات نقلتها صحيفة «هآرتس» العبرية: «إن فرق ضريبة الأملاك تعاملت مع نحو 14 ألف طلب تعويض عن أضرار مباشرة تسببت بها الهجمات الإيرانية». وتُعد هذه الأرقام اعترافاً نادراً من مسئول فى حكومة إسرائيل بحجم الضربة الإيرانية وتمثلت بإطلاق صواريخ بالستية وطائرات مُسيّرة، وأدت إلى مقتل 24 إسرائيلياً وإصابة 592 آخرين، وفق مكتب الإعلام الحكومي. بينما هدد وزير الدفاع الإسرائيلى يسرائيل كاتس المرشد الأعلى بأنه قد «يلقى مصيراً مشابهاً لمصير صدام حسين».