أهم ما كشفت عنه الحرب أن إيران لم تكن مستعدة لهذه المواجهة وأن عملاء الموساد يعملون بكفاءة فى إيران. الجمعة 13 يونيو يوم سيظل محفورا فى التاريخ الإيرانى ولن ينساه الإيرانيون أبدا فما حدث من إسرائيل تجاه إيران أمس الأول تجاوز العملية العسكرية المحدودة إلى حرب حقيقية طالما حلم بها وخطط لها نيرون الشرق الأوسط رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو وظل يضغط ويضغط على الولاياتالمتحدة حتى يحصل منها على الضوء الأخضر لتحقيق حلمه وأهم أهدافه فى كسر شوكة إيران إلى الأبد وحرمانها من فرصة تصنيع السلاح النووى الذى طالما خططت للفوز به على مدى أكثر من 40 عاما. نتنياهو يدرك جيدا أن الخطر الحقيقى على إسرائيل هو قنبلة إيران النووية ولهذا كان منع إيران من الحصول على السلاح النووى بأى ثمن هدفا لا يمكن التنازل عنه بالنسبة لإسرائيل ولنتنياهو بصفة خاصة. وإذا كان الرئيس الأمريكى ترامب قد بدأ منذ شهرين جولات مفاوضات متعاقبة مع إيران بهدف التوصل إلى اتفاق جديد ظل ترامب يرى أن الهدف منه منع إيران من إنتاج سلاح نووى بإلغاء البرنامج النووى الإيرانى والتوقف عن سياسة تخصيب اليورانيوم تماما وليس عند المستوى الذى يسمح فقط بتوجيهها للأغراض المدنية بينما تمسكت إيران بحقها فى تخصيب اليورانيوم للأغراض المدنية ورفض أى قيود على إنتاج صواريخها الباليستية وهو مطلب آخر للولايات المتحدة بالتوافق مع إسرائيل. وحتى عشرة أيام مضت كان ترامب يعتقد أن المفاوضات الأمريكيةالإيرانية تسير على ما يرام وأن التوصل إلى اتفاق بات وشيكا حتى تغيرت لهجته وبدأ يصف المفاوض الإيرانى بأنه «صعب المراس». وأن الخيار أمام إيران صعب جدا.. إما قبول الشروط الأمريكية أو توقع الضربة العسكرية.. وكانت الجولة السادسة للمفاوضات مقررا لها اليوم «الأحد» فى مسقط مع انتهاء مهلة ال60 يوما التى حددها ترامب لإيران لإنجاز الاتفاق لكن لم يتأكد انعقادها أم لا خاصة مع إعلان إيران أن المفاوضات لم يعد لها جدوي!! إذا عدنا إلى يوم الاثنين الماضى نتذكر أن الرئيس الأمريكى ترامب دار بينه وبين نتنياهو اتصال هاتفى ساخن استمر 45 دقيقة خصص بكامله للشأن الإيرانى وقيل إن ترامب كان متشددا مع نتنياهو وطالبه بإعطاء فرصة للدبلوماسية والمفاوضات بدلا من الإصرار على موقفه تجاه ضرب إيران لكن ما حدث أمس الأول يؤكد أن ما قيل حول هذا الاتصال لم يكن إلا خدعة جديدة وتمويها أمريكيا متعمدا.. إسرائيل تضرب وبقوة ولعدة أيام وبمساعدة استخباراتية ومعلوماتية أمريكية ومساعدة أخرى فى صد الصواريخ والمسيرات الإيرانية التى حاولت الرد على الهجوم الإسرائيلي. لا شك أن إسرائيل حققت نجاحا ملحوظا فى الضربات الأولى المفاجئة على إيران باغتيالها عددا من القيادات العسكرية والعلماء المسئولين عن البرنامج النووى الإيرانى وفى مقدمتهم رئيس أركان الجيش الإيرانى وقائد الحرس الثورى والعالمان النوويان محمد مهدى طهرانجى وفريدون عباس دواش اللذان كانا قائمين على المشروع النوى الإيرانى ومشرفين عليه. لعل أهم ما كشفت عنه هذه الحرب أن إيران لم تكن مستعدة لهذه المواجهة أو على الأقل لم تكن تصريحات قادتها بقدر إمكاناتها الحقيقية والأهم أن عملاء الموساد الإسرائيلى يعملون بكفاءة فى إيران وأن الداخل الإيرانى مكشوف تماما أمام الموساد الإسرائيلي.. وإلا كيف نجحت إسرائيل فى اغتيال عدد كبير من القادة العسكريين والعلماء النوويين فى اللحظات الأولى للهجوم فى منازلهم! لقد خدع نتنياهو الجميع وصرف الأنظار عن امكانية بدء الهجوم على إيران بالاحتفال بزفاف نجله وإطلاق قادة إسرائيل تصريحات أن ضرب إيران قد يحدث فى أى لحظة ابتداء من اليوم «الأحد»!. آخر التهديدات الإيرانية أن الحرب ستستمر وأنها ستمتد إلى القواعد الأمريكية فى المنطقة خاصة إذا ساعدت الولاياتالمتحدة إسرائيل وهنا مكمن الخطر خاصة إذا نفذت إيران تهديدها بمضاعفة غاراتها بالمسيرات والصواريخ الباليستية على إسرائيل إلى 20 ضعفا لما قامت به حتى الآن. الخوف الآن يتمحور حول ما يمكن أن يحدث.. هل ستكون حرب نووية.. أم حرب إقليمية تشعل المنطقة كلها؟ الساعات القادمة هى الأخطر فى تاريخ الشرق الأوسط منذ سنوات!