شأن غالبية المتابعين للملف الأوليمبي تفاءلت كثيراً مع قدوم مجلس إدارة اللجنة الأولمبية المصرية برئاسة المهندس ياسر إدريس بما يضمه من شخصياتٍ ناجحة وواعية ومنظمة مدعوماً من الوزير الناجح د.أشرف صبحي وتزكية جماعية من 29 اتحاداً أولمبياً هي إجمالى أعضاء الجمعية العمومية للجنة ؛ ومصدر التفاؤل يعود لأسباب عديدة ومتنوعة منها: كاريزما السباح ياسر إدريس الذى يحب العمل الجماعي ويعظم من قيمة النجاح على خلفية روح الفريق الواحد وامتلاكه قدراتٍ فائقة على إدارة الأزمات ورسم الاستراتيجيات من واقع سنوات طويلة وخبرات واسعة اكتسبها من العمل فى مجال الإدارة الرياضية منذ أن كان عضواً بارزاً تحت السن فى قلعة الزمالك ومروراً بمراحل مختلفة حتى صار رئيساً لاتحاد السباحة ثم نائباً لرئيس اللجنة الأولمبية ثم قائماً بأعمال رئيس اللجنة.. ومؤخراً رئيساً للجنة الأولمبية بالتزكية مع كل أفراد قائمته. ورغم ضخامة الإرث الذى ورثه إدريس ورفاقه من المجلس السابق نتيجة النظام الأحادى الذى عانت منه اللجنة الأولمبية فى فترة ولاية هشام حطب الرئيس المخلوع من اللجنة الأولمبية، إلا أن الكثيرين يجدون فى إدريس ورفاقه الملاذ والحلول والإنقاذ والقدرة على إعادة الملف الأوليمبي إلى الزمن الجميل والإبحار به إلى مربع الكبار ؛ وبداية الغيث لاحت فى الأفق مع إعلان مجلس ياسر إدريس عن تشكيل نحو 15 لجنة متنوعة من أسماء رنانة ومؤثرة كل فى مجاله، تمهيداً للارتقاء بالملف الأوليمبي إلى حيث نأمل أن يكون . وبنظرة تحليلية نجد أن صعود ياسر إدريس إلى قمة الهرم الأوليمبي واستحواذه على التزكية بإجماع عمومية اللجنة لم يأتِ صدفة أو ضربة حظ ، ولكنه جاء على خلفية محطات عمل وصمود ومثابرة ونجاح جعلته الأفضل والأجدر والأحق بهذه المكانة؛ ونذكر منها لحظة استلامه لجائزة الزمالك أفضل نادٍ فى العالم فبراير 2002 ؛ تخيلوا د. كمال درويش الرئيس التاريخي للزمالك آنذاك منح ياسر إدريس شرف استلام هذه الجائزة التاريخية لقناعته بأنه يستحقها رغم صغر سنه ،حيث كان إدريس عضواً تحت السن، لكن درويش الذى عودنا على رؤيته البعيدة كان يري فى إدريس النبوغ الإداري المبكر فدعمه وسانده . وبعد نجاحاته مع الزمالك ومشاركته فى الحقبة الذهبية للقلعة البيضاء تفرغ السباح إدريس إلى لعبته المفضلة وتواجد فى ملعب السباحة .. ومعه عاشت السباحة زمن البطولات والألقاب والإنجازات غير المسبوقة مقارنة بالسنوات السابقة لولايته ؛ ففي فترة ولاية إدريس حققت السباحة 1873 ميدالية متنوعة ؛ منها: 1807 ميداليات فى السباحة القصيرة بواقع 731 ذهبية و679 فضية و397 برونزية ؛ وفي الغطس 24 ميدالية بواقع 9 ذهبيات و8 فضيات و7 برونزيات ؛ وفي المياه المفتوحة 33 ميدالية بواقع 14 ذهبية و11 فضية و8 برونزية ؛ وفي السباحة التوقيعية ميدالية برونزية ؛ وفي كرة الماء 8 ميداليات بواقع 6 ذهبيات وميدالية فضية ومثلها برونزية ؛ إضافة إلى ذلك توسيع قاعدة السباحة لتصبح واحدة من الألعاب المنافسة إلى كرة القدم من حيث الشعبية والإقبال عليها .. وتقريباً لا يوجد بيت فى مصر إلا وفيه ممارسون للسباحة ؛ وعلى خلفية إنجازاته وبطولاته في السباحة انضم إدريس إلى المجلس الأوليمبي ونجح فى كسب الثقة حتى صار المسئول الأول عنه باعتلائه كرسي رئاسة اللجنة الأولمبية. فى تخيلي شخص بهذه الإمكانات من المنطقي أن يصبح مصدر تفاؤل.. وكلنا ثقة في أننا سنري بصمة واضحة لإدريس ورفاقه فى الملف الأوليمبي الأصعب والذى ظل مثيراً للجدل فى السنوات السابقة خاصة وأن الوزير اليقظ د.أشرف صبحي كان الأكثر حماساً لدعم إدريس ورفاقه من أجل الارتقاء بالملف الأوليمبي.. بانتظار مصر فى مكانها المأمول فى أولمبياد لوس أنجلوس 2028 .. بس قول يا رب .