يعتصرنى الألم لرحيل البطل خالد شوقى سائق شاحنة الوقود التى اشتعلت فيها النار داخل محطة البنزين بالعاشر من رمضان ، خالد لم يتردد لحظة ، قفز ليقود الشاحنة ويذهب بها بعيداً عن محطة البنزين، لأنه لو انتظر لثوانٍ لحدثت الكارثة التى تُضيع المنطقة بكاملها وتُزهِق أرواحاً كثيرة متواجدة فى المكان ! النفس عزيزة والروح غالية ، لكن البطل خالد لم يقل «يلا نفسي»، لم تعز عليه روحه وهو يعلم أن قيادة شاحنة مشتعلة عملية فدائية لا يفعلها إلا الأبطال الشجعان لإنقاذ مدينةٍ كاملة من كارثة مُحققة لو طالت النار خزانات وقود محطة البنزين ! البطل الشجاع ظل يقود الشاحنة مبتعداً عن محطة الوقود .. والنار تقترب منه حتى أمسكت به وأصُيب بحروق بالغة ، لكنه لم يتوقف ولم يستغث ولم يقفز منها لينجو بنفسه ، كل هدفه أن يبتعد لمكان خالٍ تماماً تنفجر فيه الشاحنة بعيداً عن الناس والمنطقة حتى ولو كان سيضحى بنفسه فداء للجميع . كنت أدعو له من قلبى أن يخفف عنه الله آلامه الشديدة التى نالت منه قبل نقله لمستشفى أهل مصر للحروق ، لكن إرادة الله اختارته إلى جواره ، شهيداً ينعم فى الجنة عملاً بكتابه العزيز « ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعًا « ، وشهامة البطل الإنسان خالد أحيت منطقة كاملة كان من الممكن أن تتحول لكارثة بشعة لا يعلم حجمها إلا الله . الشهيد خالد بإذن ربه دفع حياته ثمناً لشهامته ورجولته وإحساسه بالمسئولية ، وستبقى بطولته خالدة ، تُروى بفخر وتُسطر بحروفٍ من نور فى سجل الأبطال المحبين لتراب الوطن . رحم الله البطل خالد وأسكنه فسيح جناته ، ويجب على كل مقتدر أن يساهم فى إعالة أسرته المكلومة بجانب ما ستقدمه الدولة لهم .