وسط انتشار لموجة «وأنا مالي» التي أصبحت تسود تعاملاتنا تأتي حكاية البطل خالد محمد شوقي سائق شاحنة الوقود الذي توفي متأثرًا بإصابته بموقع حادث احتراق سيارة إمداد بالبنزين فى مدينة العاشر لتوقظ فينا جانب المسئولية التى أصبحنا نادراً ما نراها ونعدها استثناء بعدما كانت تمثل الأصل. وزارة البترول نعت البطل فى بيان رسمى بعد أن ضرب أروع المثل فى البطولة والتضحية والإيثار والحرص على حياة الآخرين، مقدمًا روحه فداءً لسلامة زملائه والمواطنين المتواجدين بموقع الحادث حين تحرك بمركبته المشتعلة لإبعادها عن موقع الخطر. كالعادة سننعيه وقد نزرف عليه بعض الدموع وتنهال على أسرته نفحات الرحمة فى شكل تعويضات وتبرعات أو معاش استثنائى وقد نتسابق على وصفه بالبطل أو شهيد الشهامة أو شهيد المسئولية وقد نطلق اسمه على شارع ما ثم تأخذنا الحياة وتنسينا أسرته. كنوز الدنيا لا تعوض أسرة فقدت عائلها ومن ثم لابد من التفكير بمنطق: ماذا بعد؟ لماذا لا تشكل وزارة التضامن وحدة خاصة للرعاية الدائمة لأسر تلك الحالات سواء فى شكل تمكين اقتصادى أو تيسيرات فى مشوار الحياة وذلك أبقى وأكثر تأثيراً من كلمات الرثاء. أتمنى أن يجد هذا المقترح حيزاً فى تفكير الدكتورة مايا مرسى وهى الوزيرة النشطة ذات الباع الطويل فى التعامل مع قضايا الأسرة.. نريد أن نقول لأسر تلك الحالات: نحن معكم دائماً.