شاءت الظروف ان اقترب من مآسي اسر شهداء الشرطة الابطال الذين فقدناهم خلال سنوات العنف الثلاث الماضية ، بعد ان قررت ليلة القدر دعمهم بمبلغ مليون جنيه وهو مبلغ بسيط جدا لايقارن بحجم التضحيات التي قدموها للوطن. عشت قصصهم ،شاهدت ابناءهم ونظرات البراءة وسؤال لايخرج من الشفاه ماذا فعلت ليقتل ابي ،بابا وحشني مش عاوز تكريم ولا حفلات انا عاوز اشوفه، لم اكن اتخيل ماذا يحدث لكل اسرة من هذه الاسر التي فقدت عائلها لقد ضاع الحلم والامل والمستقبل كنت أقرأ عن الحوادث ومع كل حادث رقم يضاف الي الارقام ليزداد العدد يوما بعد يوم ولاول مرة تتحول الارقام امامي الي بشر يبكي الحلم وينعي الاب الذي لن تعوضه كل اموال الدنيا ولا كل شهادات التقدير والتكريم فسامح ومحمد وياسمين واحمد ونجلاء الذين لم تتعد اعمارهم السابعة والثامنة حتي العاشرة يلعبون في قاعة التكريم وعيونهم تبكي. فقدوا بهجة الطفولة وعرفوا معني كلمات الرثاء وحفلات التأبين قال لي سامح انا عاوز اسم بابا علي الشارع بتاعنا وقالت نجلاء انا نفسي اشوف بابا اما الحاجة فاطمة فقالت علاء كان سندي وعصاي التي اتعجز عليها لقد تركه ابوه وتزوج بعد وفاة ابنتي وتركه «حتة لحمة حمرا ربيته وأصبح هو عائلي الوحيد «لكنني فقدته وفقدت معه كل معاني الحياة واعيش علي امل لقائه كل اموال الدنيا وكل كلمات الشكر لن تعوض شعره في رأسه، وتدخل الحاج عبد الحميد ليقول نفسي» أكلهم «بأسناني لن يشفي غليلي الا ان نطهر مصر من الارهاب وانا لم افقد ابني فهو وديعة عند الله حي يرزق الشهداء لايموتون أبدا ودمه لن يذهب هباء وحقه لن يضيع فهو فداء لمصر ولن نعز أرواحنا عنها أبدا هؤلاء هم ابطال مصر الحقيقيون ليسوا ارقاما انما بشر ضحوا بأرواحهم فداء لبلدهم لم يفكروا ولم يتأخروا عن نداء الواجب لحظة واحدة ونحن نعدهم اننا سنرد لهم الجميل ولن ننسي تضحياتهم أبدا وسننزل لنختار رئيسا يرد الحق لأصحابه ويخلصنا من كل خائن وعميل، ومخرب وكل من تسول له نفسه ان يفكر في تدمير بلدنا وسنقول كلمتنا لتسمعنا الدنيا كلها وتحترم اختيارنا وإرادتنا .