كل عام مصر والمصريون بخير .. عيد أضحى مبارك وهنيئا لكل الحجاج ضيوف الرحمن وكم تهفو النفس إلى الأماكن المقدسة والأجواء الروحانية الرائعة والظفر بجائزة العفو و المغفرة.. ولست وحدى فى هذه الأمنية بل الملايين من المسلمين فى مشارق الأرض ومغاربها يتمنونها مصداقا لدعاء سيدنا إبراهيم ( ربنا إنى أسكنت من ذريتى بواد غير ذى زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوى إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون ) ويستمر تدفق الملايين منذ هذا الدعاء إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها. وبعد الوقوف بعرفة تتوالى المناسك التى علمنا إياها الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم من المبيت بمزدلفة ثم الإقامة بمنى ورمى الجمرات والهدى ثم طواف الإفاضة والسعى بين الصفا والمروة ثم طواف الوداع . والمتأمل فى مناسك الحج ومعانيه لا يستطيع أن يبعد عن مخيلته السيدة هاجر زوجة نبى الله إبراهيم عليه السلام وأم نبى الله إسماعيل عليه السلام وأم العرب جميعا تلك السيدة التى قدمت المثال الكامل لليقين بالله وحسن التوكل عليه عندما أطاع الخليل الأمر الإلهى بنقل زوجته وابنه إلى صحراء الجزيرة العربية وعندما هم بالرحيل سألته السيدة هاجر أمرك الله بهذا فرد نعم فكان ردها إذا لن يضيعنا الله . وعندما نفد الماء والزاد أسرعت تصعد جبل الصفا ثم هرولت إلى جبل المروة وفعلت ذلك سبع مرات وتفجرت بئر زمزم تحت قدمى الرضيع واستوطنت قبيلة جرهم المكان وتزوج منهم إسماعيل ومن نسله كانت القبائل العربية ولتكون هاجر هى أم العرب ويكون مسعاها بين الصفا والمروة من أركان الحج . وإنه لتكريم عظيم من المولى عز وجل للمرأة أن يقتفى أثرها ملايين الحجاج كل عام وأن تكون هذه المرأة مصرية هاجر أم العرب فمن الإنصاف أن تكون مصر أم الدنيا .