تعانى مصر من الهجرة المستمرة للأطباء بسبب ضعف المرتبات واحتياج الأطباء الجدد للحصول على دورات متقدمة فى التخصصات المطلوبة وهى مكلفة جدًا لذا يسعى الأطباء للهجرة خاصة فى ظل زيادة الطلب على الأطباء المصريين فى الدول العربية والأجنبية ونجاح الأطباء السابقين فى احتلال مواقع متقدمة فى المستشفيات التى يعملون فيها. ورغم أن هجرة الأطباء تأتى لمصر بعوائد من العملات الصعبة خاصة لمن تقدموا فى تخصصاتهم إلا أن ذلك يتسبب فى نقص الأطباء خاصة فى مختلف المحافظات لذا تم التوسع فى إنشاء كليات الطب فى معظم الجامعات المصرية لتخريج الآلاف سنويا إلا أن احتياج الأطباء الجدد لدورات متقدمة فى التخصصات الطبية المختلفة وعدم قدراتهم المالية على الوفاء بتكاليف هذه الدورات يجعلهم عاجزين عن مواصلة المسيرة التعليمية بالشكل اللائق خاصة مع ضعف المرتبات واضطرار الأطباء للسهر فى الورديات بالمستشفيات، أعتقد أنه من الضرورى توفير إمكانيات أكبر للأطباء المصريين لدراسة التخصصات التى يرغبون فيها. لقد نجح الأطباء المصريون فى الخارج واعتلوا أعلى المناصب وأثبتوا براعة كبيرة فى طرق العلاج الحديثة ويواصلون الاتصال بكبرى الأكاديميات الطبية للحصول على خبرات عالية فى كل المجالات الطبية، لا شك أن الإدارة الطبية أصبحت ضرورة لمن يريدون الحصول على مواقع إدارية متميزة فى الوحدات الصحية والمستشفيات وهذا لا يأتى من الدراسة فقط بل من التدريب المستمر والكورسات المتقدمة فى الإدارة الطبية، فالإدارة تختلف عن دور الأطباء فى علاج المرضى ورعايتهم.