رأت صحيفة واشنطن تايمز الأمريكية في عددها الصادر اليوم الخميس أن التحالف الأمريكي الكوري الجنوبي بات على مفترق طرق في ظل ضغوط متزايدة يواجهها الرئيس الكوري الجنوبي الجديد، لي جاي ميونج، من تهديد نظيره الأمريكي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية، إلى جانب تصاعد التحديات الأمنية في شرق آسيا. وأوضحت الصحيفة في سياق تقرير إخباري أنه بينما يسعى لنزع فتيل الأزمة التجارية مع الولاياتالمتحدة، يلوح للرئيس لي في الأفق ملف أكثر تعقيدًا ألا وهو مستقبل التحالف العسكري الأمريكي الكوري الجنوبي في مواجهة تهديدات كوريا الشمالية والنفوذ الصيني. وذكرت الصحيفة أن ميونج، الذي أدى اليمين الدستورية يوم الأربعاء الماضي رئيسًا لكوريا الجنوبية، يواجه مشكلةً آنيةً تتعلق بالرسوم الجمركية التي هدد الرئيس ترامب بتطبيقها الشهر المقبل، مشيرة إلى أنه إذا تمكن السياسي المحترف من نزع فتيل هذه الأزمة، فإن أزمةً أكبر تنتظر الحل وهي إعادة تقييم ثنائية معقدة لدور القوات الأمريكية في الدفاع عن كوريا الجنوبية ضد عدوها اللدود، كوريا الشمالية. وتابعت الصحيفة أن إدارة ترامب تريد من الكوريين الجنوبيين دفع المزيد مقابل الحماية الأمريكية بينما يتساءل السيد لي وغيره من القادة الكوريين الجنوبيين البارزين علنًا عما إذا كان الوقت قد حان لتقليل اعتماد البلاد على الولاياتالمتحدة. وسلطت الصحيفة الضوء على قول الرئيس لي في أول خطاب له حيث أشار إلى أن بلاده تمر بمفترق طرق: "سنعزز التعاون بين كوريا الجنوبيةوالولاياتالمتحدة واليابان على أساس تحالف كوري أمريكي متين"، مضيفًا أن كوريا الجنوبية "ستتعامل مع علاقاتها مع الدول المجاورة من منظور عملي ومصالح وطنية". وأشارت الصحيفة إلى أن هذه التصريحات قد أثارت استغراب الديمقراطيات الإقليمية وواشنطن، حيث تسعى إدارة ترامب إلى إنهاء الصراعات في أوروبا والشرق الأوسط لتوفير الموارد الأمريكية للتركيز على منطقة المحيطين الهندي والهادئ. ومع تولي لي، البالغ من العمر 61 عامًا، منصبه، تثير التقارير والشائعات في واشنطن وسول تساؤلات حول مستقبل القوات الأمريكية المتمركزة في كوريا، والبالغ قوامها 28 ألف جندي. ووفقًا للصحيفة، فأن أحد الأسئلة المطروحة هو ما إذا كان لي وترامب قادرين على إبرام اتفاق بشأن "تقاسم التكاليف" لدفع تكاليف القوات الأمريكية في شبه الجزيرة الكورية. وفي 8 أبريل الماضي، كتب ترامب على موقع "تروث سوشيال" أنه ناقش، ويحرز تقدمًا، مع سلف لي، بشأن "دفع تكاليف الحماية العسكرية الكبيرة التي نقدمها لكوريا الجنوبية". وبموجب اتفاقية أمنية عام 1953، لا تزال القوات الأمريكية منتشرة في شبه الجزيرة لردع كوريا الشمالية، بينما ترتبط سول وواشنطن بمعاهدة دفاع مشترك. ويحتاج لي إلى حلول لعدة قضايا، لكن خبيرًا كوريًا جنوبيًا درس التحالف قال إن الولاياتالمتحدة في الواقع تطرح سؤالًا واحدًا فقط على النظام الكوري الجنوبي الجديد حيث أوضح يانج أوك، المحلل الأمني في معهد آسان للدراسات السياسية، وهو مركز أبحاث في سول: "تخفيض القوات، وتقاسم الأعباء، ومرونة القوات - كلها أسئلة متشابهة من الولاياتالمتحدة. إنها تسأل: هل أنتم حلفاء لنا حقًا؟" وفي عام 2017، نشرت القوات الأمريكية بطارية دفاع صاروخي من طراز "ثاد" في كوريا الجنوبية، مزودة برادار قوي قادر على مسح الغلاف الجوي لشمال شرق الصين. ونوهت الصحيفة إلى أنه على الرغم من وجود بعض التداخل بين المطالبات الصينية والكورية الجنوبية في البحر الأصفر، إلا أن القوات الصينية لا تعمل بنشاط ضد القوات الكورية الجنوبية. وعلى الرغم من ضعف الوجود البحري الأمريكي، تستضيف القاعدة البحرية الكورية الجنوبية في بيونجتايك بشكل متكرر سفنًا حربية أمريكية، وكذلك قاعدة بحرية كورية جنوبية أخرى في جزيرة جيجو عند مدخل البحر الأصفر. ونقلت الصحيفة عن المحلل يانج قوله: "على الرغم من أن المهمة الرئيسية لقوات الولاياتالمتحدة في كوريا هي الدفاع عن كوريا واستقرار شمال شرق آسيا، إلا أنه إذا واجهت الولاياتالمتحدة مشكلة في منطقة أخرى من المحيطين الهندي والهادئ، فمن الطبيعي أن ترسل قوات وتطلب المساعدة من حلفائها، هذا أمر بديهي، وهذا يجعل كوريا الجنوبية هدفا محتملا". وتابع يانج: "إذا نشب صراع مع الولاياتالمتحدة، فإن أي منشأة لقوات الولاياتالمتحدة في كوريا ستكون بطبيعة الحال هدفًا .. سنُجر إلى الحرب"، مضيفًا أن الخطر قائم، لكن السياسيين والجنرالات الكوريين لا يريدون تقبله علنًا. اقرأ أيضا: رئيس كوريا الجنوبية الجديد يتعهد بالتواصل مع بيونج يانج