في حادث غير متوقع أثار حالة من القلق في الشارع الإيطالي، أدى سقوط شجرة ضخمة يزيد عمرها عن خمسين عاما إلى إصابة 12 شخصًا، بينهم حالات خطيرة، بالقرب من محطة حافلات في مدينة فينيسيا، أمس الإثنين، ورغم خضوع الشجرة لمراقبة دورية، فإن الحادث وقع فجأة، وسط تساؤلات حول مدى كفاءة إجراءات السلامة والصيانة. أعلنت السلطات الإيطالية إصابة 12 شخصا إثر سقوط شجرة معمرة بجوار محطة للحافلات في مدينة فينيسيا، يوم الإثنين، ووفقا لما نقلته وكالة الأنباء الإيطالية "أنسا" وعدة وسائل إعلام محلية، فإن الشجرة التي يقدر عمرها بحوالي 50 عاما، انهارت فجأة وانكسرت من عند الجذع القريب من الجذور، ما أدى إلى وقوع الإصابات. وأشارت التقارير إلى أن من بين المصابين، امرأة إيطالية تبلغ من العمر 30 عاما، كانت تجلس على جدار قرب الشجرة مع طفليها لحظة الحادث، وقد تعرضت لإصابات بالغة ووصفت حالتها بالحرجة. كما نقلت امرأة أخرى، في الخمسينيات من عمرها، إلى المستشفى بعد أن أصيبت بجروح خطيرة في منطقة الصدر، وأكدت مصادر طبية أن حالتها أيضًا حرجة وتخضع للعناية المركزة. مقطع فيديو تم تداوله عبر منصات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام الإيطالية أظهر لحظة سقوط الشجرة وانشطارها من القاعدة، ما يرجح أن الخلل حدث في الجذع رغم سلامة المظهر الخارجي. وفي تعليقها على الحادث، قالت فرانسيسكا زاكاريوتو، المسؤولة عن الأشغال العامة في مدينة فينيسيا، في تصريح لوكالة "أنسا": "الشجرة كانت تبدو سليمة ظاهريا، وكانت تخضع للمراقبة الدورية كباقي الأشجار في المدينة، ولم تكن هناك أي علامات إنذار تشير إلى احتمال سقوطها". السلطات المحلية بدأت بالفعل تحقيقا موسعًا لتحديد الأسباب التي أدت إلى الحادث، مع مراجعة شاملة لحالة الأشجار المماثلة في المنطقة، لضمان عدم تكرار ما حدث، كما تم تطويق موقع الحادث وإغلاق جزء من الطريق المجاور لمحطة الحافلات إلى حين استكمال الفحوصات والتقارير الفنية. الحادث أثار موجة من التساؤلات في أوساط السكان حول مدى كفاءة برامج الصيانة والرقابة التي تطبق على الأشجار المعمرة، خاصة في المدن ذات الطابع التاريخي مثل فينيسيا، حيث تنتشر المساحات الخضراء القديمة في محيط البنى التحتية العامة. سقوط شجرة عمرها نصف قرن وسط أحد الأماكن العامة الحيوية في فينيسيا ليس مجرد حادث عرضي، بل هو جرس إنذار لضرورة تعزيز إجراءات الصيانة والرقابة البيئية في المدن، خاصة مع تغيرات الطقس المتسارعة التي قد تؤثر على سلامة الأشجار والمرافق، وبينما يخضع المصابون للعلاج، تأمل السلطات أن تكشف التحقيقات عن الأسباب الدقيقة وراء هذا الحادث لتفادي مآس مماثلة في المستقبل.