للأسف.. تشير كل الأخبار الصادرة عن المفاوضات الخاصة بوقف إطلاق النار فى غزة، إلى عدم صحة العديد من الاستنتاجات المتفائلة بقرب التوصل إلى انفراجة، تفتح الطريق إلى توافق فلسطينى إسرائيلى على البدء فى تنفيذ هدنة جديدة، يتم بموجبها وقف إطلاق النار لمدة تصل إلى ستين يومًا وتبادل الإفراج عن عدد من الرهائن الإسرائيليين ورفات البعض الآخر، فى مقابل الإفراج عن عدد من المسجونين الفلسطينيين. وتؤكد التقارير والأخبار الخارجة من واشنطن وإسرائيل والأراضى الفلسطينية المحتلة، أن الهدنة المقترحة كانت صادرة عن المبعوث الأمريكى للشرق الأوسط «ستيف ويتكوف»، وأنها تنص على وقف إطلاق النار فى غزة لمدة قد تصل إلى ستين يومًا، يتم خلالها الإفراج عن «10» عشرة من المحتجزين وعدد من رفات الرهائن المتوفين، فى مقابل إطلاق إسرائيل لسراح عدد من الفلسطينيين السجناء فى إسرائيل. وفى هذا السياق تابعنا التصريح اللافت للرئيس الأمريكى «ترامب»، الذى أعلن فيه، أن الطرفين الفلسطينى والإسرائيلى أصبحا قريبين جدًا من التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار،..، ولكن كان لافتًا كذلك ومثيرًا للاهتمام ما أعلنه المبعوث الأمريكى للشرق الأوسط «ويتكوف» عن أن رد حماس على الاقتراح الأمريكى، بشأن وقف إطلاق النار فى غزة، هو رد غير مقبول على الإطلاق. وفى ذات السياق تابعنا ما أعلنته حماس بأنها موافقة على المقترح الأمريكى لكنها تطالب بأن يتم النص على وقف إطلاق النار وإنهاء الاحتلال الإسرائيلى لغزة والانسحاب للقوات الإسرائيلية من القطاع وضمان تدفق المساعدات للشعب الفلسطينى،..، وهو ما ترفضه إسرائيل ويصر على رفضه رئيس الوزراء «نتنياهو». وهكذا وصلت الأمور إلى طريق مسدود نتيجة رفض «نتنياهو» وقف الحرب والتوقف عن إطلاق النار، بل يصر على الاستمرار فى حرب الإبادة والمذابح ضد الشعب الفلسطينى. والواقع والحقيقة يؤكدان على الأرض أن نتنياهو يسعى بصفة أساسية للقضاء على الشعب الفلسطينى إما بحرب الإبادة التى يشنها عليه منذ ثمانية عشر شهرًا دون توقف، أو بحرب التجويع نتيجة الحصار ومنع الغذاء والشراب والدواء عن أبناء قطاع غزة.