فى كل المجتمعات يوجد الصالح والطالح بين الشباب، منهم المكافح المجتهد الذى يسعى على رزقه، ومنهم التنابلة على المقاهى، ومنهم البلطجية المتأثرون بعبده موتة، ومنهم الشباب الغارق فى مستنقع الإدمان، ومن كل هذا الكوكتيل الشبابى المتناقض، شعرت بقلبى يرقص فرحًا عند مشاهدتى لطالب كلية التجارة المكافح هانى خالد الذى يعمل بجانب الدراسة مندوبًا لتوصيل طلبات العملاء بالقاهرة وضواحيها، وأغلب المندوبين يكون لديهم إما سيارة أو دراجة بخارية تعينهم على توصيل الطلبات بسرعة ويسر، لكن هانى لا يملك حتى دراجة هوائية تهون عليه المشقة فيقوم بتوصيل الطلبات سيرًا على الأقدام فى جو حار جدًا وشمس حارقة! بالصدفة البحتة ودون ترتيب مسبق شاهده مذيع برنامج «حياة كريمة» فى أحد شوارع مدينة نصر وهو يحمل طلبات العملاء لتوصيلها، أجرى معه حوارًا مدهشًا فعرفنا أنه يعمل مندوبًا بإحدى شركات الشحن بجانب دراسته بجامعة القاهرة ليعول أسرته التى يكافح من أجل أن يرى الابتسامة والسعادة على وجه والده كل يوم، وقال إنه يشعر بالرضا والقناعة فى عمله برغم مشاق توصيل الطلبات سيرًا على الأقدام لعشر ساعات يوميًا، المهم أن يسعد أهله فى نهاية اليوم. هانى أحلامه بسيطة، وقال إنه يخشى أن يشترى دراجة ثمنها 5 آلاف جنيه ليعمل بها فيأتى ذلك على الحصة التى يساعد بها أهله، هانى شاب يفرح القلب، مبتسم وتبدو على وجهه الطيبة وعزة النفس، تردد عندما قدم له المذيع ظرفًا به 30 ألف جنيه، وقال بعفوية «هناك ناس كتير تستحق أكثر منى» وقبل المبلغ بعد إلحاح ليشترى الدراجة ويعطى باقى المبلغ لوالده، ونصح كل شاب بالعمل ولا يضيع وقته، ربنا يحفظك يا ابنى.