لبيك اللهم لبيك.. لبيك لا شريك لك لبيك.. إن الحمد والنعمة لك والملك.. لا شريك لك. إنها الليالى العشر المباركة وهى وليالى القدر أعظم الليالى، حيث تنزل الملائكة والروح فى ليلة القدر وفى يوم عرفة يتجلى الله لعباده فيغفر لمن يشاء فى هذا اليوم العظيم. حج البيت لمن أراد الله له واستطاع إليه سبيلا هو يوم المغفرة الأعظم، حيث يعود الحاج من حجه المبرور كما ولدته أمه بلا ذنوب أو معاص. ويشهد الله ملائكته بأنه غفر لهم ما دام حجهم مبرورًا بلا رفث أو فسوق أو جدال. كلنا على يقين بأن حجاجنا من جميع الدول العربية والإسلامية والعالمية سيدعون بصوت واحد وقلب واحد بأن ينجى الله سبحانه وتعالى أهالينا فى الدول التى تعانى عذابات وحربًا وقتلًا وتشريدًا سواء بأيدى أعدائنا أو بأيدينا نحن كما يحدث فى فلسطين والسودان واليمن والصومال وغيرها. وأضم صوتى الصائم فى هذه الأيام المباركة إلى الداعين فى عرفة والمسجد الحرام بأن تعود الأمة الإسلامية إلى رشدها وتقوى عزيمتها وتنتصر على نفسها أولا قبل أن ينصرنا الله على أعدائنا ومن أراد بنا فرقة وإثارة الفتنة بيننا. الأمة الإسلامية تواجه تحديات عظيمة كما واجه سيدنا محمد ومن معه مواجهات عنيفة مع الكفار من تعذيب للمسلمين ومقاطعة اقتصادية واجتماعية وعزل وإثارة فتن بين القبائل ولكن صلابة إيمان الصحابة والأتباع لم تهزمها هذه البقع العدوانية بل ازدادت إيمانًا وقوى صلبها واستطاعت أن تواجه أعظم الامبراطوريات من الفرس والروم بل والأهم أنها قضت على فتن اليهود الذين أرادوا بالإسلام والمسلمين ألا تقوم لهم قائمة ولكن الله ينصر من ينصره، علينا أن نستعيد زمام أمورنا ونعود إلى ديننا الحنيف والاستقامة ونبذ الظلم عن أهالينا وأن يكون لنا صوت واحد فى مواجهة أعداء اليوم، فهم صورة من أعداء الأمس ولكن للأسف لسنا نحن كما كان المسلمون والمؤمنون أمس. إن لم نتحد وتستوى صفوفنا تحت راية الحق سينال منا أعداؤنا ونصبح لقمة سائغة فى أفواههم وستطولنا أيديهم فى أى مكان أينما نذهب. أرجو أن يستجيب الله- جل فى علاه- فى يوم عرفة دعواتنا جميعا وأن يعز الأمة الإسلامية وينصرنا على أعدائنا.