على الرغم من حداثة عمره التي لا تتخطى عامين إلا أن «كرسى الألكسو» بالجامعة العربية يلعب دورا بارزا فى دعم أدب الطفل، من خلال فعاليات ثقافية متنوعة في العالم العربي، وتنظيم دورات تدريبية وإطلاق العديد من المبادرات.. وفي هذا الحوار يتحدث إيهاب القسطاوى مدير كرسى الألكسو عن الجرائم المفزعة التى يرتكبها الاحتلال ضد الأطفال في فلسطين، وما يقوم به «الألكسو» للتخفيف من المعاناة المستمرة للصغار في غزة والضفة، ويحصى التحديات التى تواجه أدب الطفل العربى، ويقول رأيه بصراحة فى المشهد الثقافى للطفولة في مصر.. وإلى نص الحوار: ◄ «المبدع الصغير»، تُجسد رؤية الجمهورية الجديدة وتكرس للعدالة الثقافية ◄ كيف تقرأ المشهد الثقافي للطفولة في مصر؟ - المشهد الثقافى للطفولة فى مصر متنوع، هناك مبادرات حكومية منها: «كورال أطفال مصر»، «أنا موهوب»، «كن فاعلاً»، «مصر جميلة»، «بداية»، إضافة إلى الفعاليات التى تنظمها وزارة الثقافة مثل مهرجانات الطفل، ومعارض كتب الأطفال، وأنشطة قصور الثقافة فى المحافظات والتى تقدم أنشطة فنية ومسرحية وتدريبية للأطفال، وهناك أيضا مشروع «أهل مصر» الذى يجوب المحافظات الحدودية لنشر الثقافة والانتماء وحب الوطن لدى الأطفال والمراهقين للحفاظ على الأمن الفكرى والثقافى للنشء ضد ما يتعرضون إليه بسبب الانفتاح على الآخر عبر مواقع التواصل الاجتماعى، إضافة إلى جائزة الدولة للمبدع الصغير، برعاية السيدة إنتصار السيسى حرم رئيس الجمهورية، للعام الخامس على التوالى والتى تُجسد رؤية الجمهورية الجديدة فى تمكين الأطفال والنشء وتكريس مفهوم العدالة الثقافية. ◄ ما هى آخر مشاريع الألكسو في مصر؟ - الكرسى الألكسو معنى بثقافة وأدب الطفل العربي من المحيط إلى الخليج، حيث أقام 1250 فعالية ثقافية على مدار عامين هى عمر كرسى الألكسو وتهدف لبناء إنسان واع عاقل مثقف مدرك لما يدور حوله عبر التعلم وإعمال العقل بما يقدمه من فعاليات ثقافية وعلمية متنوعة. ◄ وماذا عن الندوات الفكرية المعنية بثقافة الطفل؟ - عقدنا العديد من الندوات الفكرية المعنية بثقافة الطّفل بالتعاون مع شعبة أدب الأطفال بالنقابة العامة لاتحاد كتاب مصر، وكان آخرها ندوة «تجارب إبداعية عربية فى أدب الطفل»، التى شارك بها نخبة من كبار كتاب وباحثى أدب الأطفال فى العالم العربى، وندوة بعنوان: مسرح الطفل والتقنيات الحديثة، شارك فيها نخبة من كبار الكتاب والفنانين، كما شاركنا فى احتفالية تربية عين شمس باليوم العالمى للغة العربية فى ندوة ثقافية وأدبية تحت عنوان: اللغة العربية والإبداع والذكاء الاصطناعي معاً، كذلك تم تنظيم العديد من ورش الحكى بالتعاون مع متحف الآثار التابع لقطاع التواصل الثقافى، كما سيتم الإعلان عن عدة اتفاقيات لتحقيق نقلة نوعية فى أدب الطفل بالتعاون مع معهد المخطوطات العربية التابع للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم والتى تعد هدية قيمة لأطفالنا للحفاظ على التراث العربى الأصيل. ◄ كيف تنظر إلى معاناة الطفل الفلسطيني اليوم؟ - الطفل الفلسطينى يعيش واقعا صعبا، لا يمكن وصفه بأى كلمة، فهو مستهدف وهو لا يزال جنينا فى بطن أمه، ومن ينجو من الموت، يعيش ويلات الحروب من القصف والجوع والتشريد والمرض، وهذا مخالف لكل المعاهدات والمواثيق الدولية التى اتفقت عليها جميع دول العالم بشهادتهم. ◄ وما دور كرسي الألكسو في توثيق الوضع الحالي للطفل الفلسطيني؟ - تمثل القضية الفلسطينية موضوعا محوريا فى عمل الكرسى كما هى قضية العرب المحورية، ويتحمل «الألكسو» مسؤولية تاريخية وأخلاقية وثقافية تجاه الطفل الفلسطينى وذلك من خلال محاور رئيسية: توثيق الانتهاكات عبر جمع البيانات والشهادات حول كل ما يتعرض له الأطفال الفلسطينيون فى غزة والضفة الغربية بالتعاون مع منظمات رصد حقوقية محلية ودولية، إقامة الندوات والمحاضرات بالتعاون مع جهات عربية مختلفة ومنظمات ومراكز أكاديمية دعما للقضية الفلسطينية فضلا عن المشاركة فى المؤتمرات المؤازرة للحق الفلسطينى، الدفاع فى المحافل الدولية فيطالب «الألكسو» دائما فى لقاءاته العربية والعالمية بحمايته وفقا للاتفاقيات الدولية ولاسيما اتفاقية حقوق الطفل. ◄ وماذا عن المبادرات التي تخفف من وطأة المعاناة؟ - نقوم بإطلاق مبادرات تعليمية بديلة وقنوات لتفعيل التعليم فى المناطق المتضررة مع التركيز على الدعم النفسى والاجتماعى، كما ننشىء أرشيفا فلسطينيا للطفولة ليكون قاعدة بيانات مرجعية توثق بالصوت والصورة والنص تظهر واقع الطفل الفلسطينى لتظل شاهدا حيا للتاريخ، إضافة إلى إطلاق أكبر مبادرة تضامنية بعنوان «هذه فلسطين يا أبنائى» شملت كل المخيمات الفلسطينية فى دولة لبنان ومثلت تظاهرة كبيرة مساندة لأطفال المخيمات ومؤكدة لحق العودة وقد حققت هذه التظاهرة نجاحا كبيرا على مستوى الفعل الثقافى، كما أطلقنا سلسلة كتب فى دولة تونس تضامنا مع القضية الفلسطينية وأطفال غزة على وجه الخصوص وصدر منها كتابان حتى الآن وهما «الأميرة بيسان واللص المحتال» و«حمامة القدس» وجارى لاحقا إصدار بقية السلسلة التى تسعى فى مجملها لإعادة تشكيل الوعى وتعميق هوية الطفل العربى والفلسطينى بشكل خاص. ◄ في رأيك.. ما الدور الذى يلعبه الألكسو لدعم نشر الأدب العربي للأطفال في الأسواق العالمية؟ - نشر الأدب العربي للأطفال مهمة مقدسة، فى ظل الهيمنة الثقافية الغربية على العالم، ومن هنا تأتى أهمية تعزيز نشر الأدب العربى للأطفال لمواجهتها والذى أصبح أمراً ملحاً للغاية، لذلك أعكف حاليا على وضع اللمسات الأخيرة من سلسلة روائع الأدب العربى للأطفال والناشئة برؤية مستقبلية واضحة وملهمة. ◄ ما هى أبرز التحديات التي تواجهكم في نشر ثقافة القراءة والتعليم باللغة العربية؟ - هيمنة المحتوى الرقمى الأجنبى وضعف الإقبال على القراءة بالعربية لدى الجيل الجديد ونسعى لتجاوزها عبر إنتاج محتوى جذاب وتحديث المناهج وتكثيف المبادرات القرائية التى تدمج التقنية باللغة بأسلوب معاصر. ◄ في عصرنا الرقمي، هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يكون بديلا عن الكتابة للأطفال؟ - تبقى الكتابة للأطفال مصدرًا للإبداع لأنها تُلامس الخيال والعاطفة وتبنى القيم، بينما يظل الذكاء الاصطناعى أداة مساندة تُستخدم بذكاء لتطوير المحتوى وليست بديلا أبدا عن الرؤية الإنسانية التى تُشكل جوهر القصة ومعناها. ◄ هل هناك شراكات للألكسو مع مؤسسات ثقافية أو تعليمية؟ - بعد النجاح الملفت الذى حققته البطولة العربية للحساب الذهنى والذاكرة التى انعقدت فى العراق يوم 22 فبراير 2025، تحت مظلة المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، نعكف حالياً على التحضير للطبعة الثانية من البطولة بالجزائر، كذلك سوف يتم إطلاق الشبكة العربية للحساب الذهنى والذاكرة وتنمية الإبداع والابتكار «تحت إشراف كرسى الألكسو فى خدمة الطفولة» من أجل مواصلة اكتشاف ودعم وترقية المواهب والنوابغ فى الدول العربية.