رغم أنى أديت فريضة الحج خمس مرات ولكنى كل عام وفى هذا التوقيت يملأ الشجن قلبى وتهفو نفسى إلى هذه الشعائر وأتمنى لو كنت بين الملبين والمكبرين ولكن هيهات فلا أملك إلا دموعى حبًا ولهفة لزيارة بيت رب العالمين واكتفى بما حبانى به ربى من نعم كثيرة تجعلنى أخجل من شجنى فأحمد لله. فكل عام وأنتم وأهلى وأقاربى وأحبابى وأنتم منهم بكل خير. ولكن ما يحز فى نفسى أن عيد الأضحى ارتبط فى ذهن أبنائنا وأحفادنا بذبح الأضاحى والخروج إلى التنزهه واللهو وأغلبهم لا يعلم إلا أقل القليل عن الرمز المتمثل فى ذبح الأضاحى ولذلك يجب علينا جميعًا أن نوضح لهم ونوعيهم أن قصة سيدنا إبراهيم مع ولده سيدنا إسماعيل تتجلى فيها اليقين والثقة فى الله والطاعة والرضا بقضائهن فليتخيل كل منا الآن إذا رأى فى المنام أنه يذبح ابنه فهل سيفعل كما فعل وهم بذلك سيدنا إبراهيم وهل الابن سيمتثل لذلك كما امتثل سيدنا إسماعيل لأمر والده واستعد للنحر؟ ... موقف الأب أصعب ما يكون والأصعب منه طاعة الابن الذى قال افعل يا أبى ما تؤمر وستجدنى إن شاء الله من الصابرين، فنجاه ربه من الكرب العظيم وفداه بكبش. من هنا جاء عيد الأضحى الذى يحتفل به المسلمون فى العاشر من شهر ذى الحجة فى آخر الليالى العشر التى أقسم بها الله وأعدها من أعظم الليالى ونوع فيها العبادات والطاعات، فمن لم يكتب له الحج فأمامه الصيام وصلة الأرحام والصدقات والاستغفار والتسبيح حتى اليوم التاسع من شهر ذى الحجة،وهو وقفة عرفات وفيه سنة الصيام للمسلمين جميعًا عدا الحجيج وتُعتبر أهم مناسك الحج. وفيها يقف ملايين الحجيج من كل مسلمى العالم بجبل عرفة، يتباهى بهم ربهم أمام الملائكة فقد أتوا من كل فج عميق يقفون على صعيد عرفة من طلوع الشمس حتى غروبها، والله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، الله أكبر كبيرًا والحمد لله كثيرًا.