أحسب أننا لا نأتى بجديد على الإطلاق إذا ما قلنا، إن ما شهدته محافظة الاسكندرية وبعض الأماكن الأخرى منذ يومين من رياح شديدة وغير معتادة، وأمطار رعدية غزيرة ومفاجئة وما صاحبها من كرات ثلجية ثقيلة وغير مألوفة،..، هى جميعها ظواهر مؤكدة للحقيقة الواضحة التى يجب علينا أن نعترف بها، نحن وغيرنا من باقى البشر الأحياء على الأرض فى منطقتنا وفى غيرها من المناطق أيضا، بطول وعرض الكرة الأرضية كلها. هذه الحقيقة تحتم علينا جميعا سواء فى مصر أو غيرها من الدول والشعوب، الاعتراف بأننا جميعًا أصبحنا أسرى للتأثيرات القوية للمتغيرات المناخية الحادة والقاسية، التى تعصف الآن بالكرة الأرضية بكل قاراتها ودولها. تلك الحقيقة لايمكن الآن تجاهلها أو إنكارها.. لأنها فى الواقع أصبحت واقعًا نعيشه ونعانى منه من خلال موجات البرد القارس التى نتعرض لها فى أحيان كثيرة، وموجات الحر اللافح التى تتعرض لها فى أحيان أخرى،..، وهو للأسف ما أصبح واقعًا متكررًا خلال السنوات الأخيرة. وفى ظل ما وقع لنا فجر السبت الماضى وتلك الرياح العاتية، التى بلغت سرعتها ما يزيد على التسعين كيلو متراً فى الساعة، وما صاحبها من اقتلاع للأشجار واللوحات الإعلانية وتحطم لشرفات المبانى القديمة، وغيرها من المظاهر التدميرية غير المألوفة بطريق الكورنيش وغيره من المناطق القريبة والمواجهة للشاطئ،...، كلها مؤشرات مؤكدة على أننا أصبحنا فى قلب دائرة التغير المناخى الذى أحاط بالمنطقة وبالعالم كله. وفى هذا السياق من المهم أن ندرك بكل الوعى أن المتغيرات المناخية المحسوسة والظاهرة التى طرأت علينا وعلى المنطقة والعالم ايضا ليست مجرد ظاهرة طارئة ووقتية وأنها غير قابلة للتكرار،..، هذا غير صحيح.. وأن علينا أن نتعامل معها نحن والعالم بكل الجدية وبالأسلوب العلمى الصحيح حتى لا تصبح ضحية للأخطار والتهديدات المناخية الناجمة عنها. - وللحديث بقية -