أصبح لافتًا للانتباه بقوة ذلك الهجوم القارس لموجة البرد الشديدة، التى نزلت علينا وجمدت أطرافنا طوال الأيام الأربعة الماضية وحتى اليوم، واضعة نهاية غير مرحّب بها لحالة الاعتدال النسبى فى الطقس، التى أحاطت بنا قبلها وكنا نتمنى استمرارها،..، ولكن للأسف ليس كل ما يتمناه المرء يدركه. وفى الواقع فإن هذه الموجة من البرد القارس وغير المألوف، بالنسبة لما كنا قد اعتدنا عليه وألفناه فى شتاء العام الماضى، ومنينا أنفسنا فى استمراره وامتداده لهذا العام أيضًا، ولكنها خذلتنا للأسف وهبطت علينا رغمًا عنا ودون ترحيب منا منذ أيام مؤذنة بموسم شتاء قاسى البرودة وشديد الوطأة. وفى الواقع أيضًا.. لقد دهمتنا عاصفة نهايات ديسمبر الحالى من حيث لا نحتسب، وفرضت علينا واقعًا غير مرغوب فيه وغير سار، فى ظل انتشار أمراض البرد والرشح والزكام والفيروس المخلوى والأنفلونزا وبقايا وذيول الكورونا المتحورة التى ترفض المغادرة.. وقانا ووقاكم الله منها جميعًا. وفى هذا الواقع الذى سيطر فيه الطقس السيىء المتمثل فى موجة البرد «الديسيمبرية» الشرسة الحالية، ومن قبلها موجة الحر اللافح والملتهب التى عانينا منها طوال موسم وشهور الصيف الماضى،..، لم يعد التساؤل يدور حول ما إذا كانت المتغيرات المناخية قد أصبحت بالفعل حقيقة معلومة للجميع أم لا،...، لأن الإجابة أصبحت متفقًا عليها من الكل بأنها أصبحت واقعًا وحقيقة قائمة يراها الكل ويعانى منا الجميع. ليس هذا فقط، بل أصبح علينا جميعًا فى مصر وفى غيرها من الدول بامتداد العالم كله، الإدراك الواعى بأن الكل أصبح واقعًا تحت تأثير ومطرقة المتغيرات المناخية القاسية، التى أصابت كوكب الأرض فى كل أجزائه وأرجائه وبكل دوله وقاراته. وعلينا إدراك أن الخطر لن يتوقف عند حدود البرودة الشديدة أو الحر اللافح، بل إنه يمتد بالضرورة إلى متغيرات وظواهر أكثر خطراً ودماراً بطول وعرض كرتنا الأرضية. و«للحديث بقية»