الغش فى الامتحانات ظاهرة سلبية تخالف تعاليم الدين، وتنافى مبدأ العدالة، وتسهم فى تخريج أجيال من المتعلمين دون المستوى العلمى المطلوب، يحملون شهادات علمية لا يستحقونها، ثم يشاركون بها فى ميادين العمل المختلفة فيفسدون ولا يصلحون، ويهدمون لا يبنون. حول هذا يقول د.أحمد كريمة أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر إن الغش فى الامتحانات أمر لا شك فى حرمته الشرعية وهو غش كغيره من أنواع الغش المنهى عنها، فقد ثبت أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: «من غشنا فليس منا». أخرجه مسلم عن أبى هريرة وأخرج عنه أيضاً «من غش فليس منى». وأخرج الطبرانى أيضاً «من غشنا فليس منا، والمكر والخداع فى النار». اقر أ أيضًا | أستاذ الشريعة الإسلامية: المودة والرحمة أعمق من الحب.. وهي الحصن الحقيقي للأسرة وهذا يعم كل غش وكل خديعة وكل مكر فى أى مجال من المجالات، وفى حق أى شخص من الأشخاص كما يتبين من ألفاظ الحديث. ومما يزيد هذه الأخلاق قبحاً أنها من صفات المنافقين المميزة لهم كما قال تعالى: (يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون). وبناءً على هذا فإن الغش فى الامتحانات خلق ذميم ومحرم سواء أكانت المادة التى يمتحن فيها الطالب دينية أم دنيوية، ولا فرق فى الغش بين قليله وكثيره، وبين من يغش الامتحان كله أو بعضاً منه، لأن هذا الحكم عام فيمن يغش، وكل ذلك حرام. ولا يقع إثم ذلك على الطالب الغاش وحده، بل على من يساعده على ذلك من زملائه، وعلى من يسكت عنه أو يسهل له من الملاحظين عليه، وعلى من يقوم بتسريب الأسئلة له، وعلى من يعين على ذلك من أولياء الأمور ولو بالرضا والتشجيع. ويضيف د.حسن يحيى الأمين المساعد للجنة العليا لشئون الدعوة بمجمع البحوث الإسلامية أن الغش فى الامتحانات من الظواهر السلبيَّة التى تعانى منها مجتمعاتنا، وهذه الظاهرة كانت إلى عهد قريب ظاهرة مستقبحة يلحق صاحبها العار، وكنا نتجنب معاملة من يحاولون الغش فى الامتحانات، ونعتبر أن عندهم خللًا فى المروءة، وأنهم خانوا الأمانة. وقد يظن ولى الأمر أو المدرس الذى يساعد على الغش أنه يكرم الطلاب بهذا الصنيع البغيض الذى يمثل جريمة اجتماعيَّة، لكنه فى واقع الأمر يهينهم، ويخدعهم، فضلًا عن خيانته للأمانة. ولا يختلف أحد على أن الغش فى الامتحانات يصدر لنا الجهلاء على أنهم علماء، ويقدم لنا الكسالى على أنهم من الأوائل، وهذا يصيب حركة المجتمع بالخلل، ويصيب الطلاب النابهين بالإحباط، ويضيع حقوق الناس. ويوضح أن علاج هذه الظاهرة فى توعية الطلاب وأولياء الأمور والمعلمين بخطورة الغش فى الامتحانات، وتوجيه الأعمال الدراميَّة التى يتأثر بها الشباب نحو غرس القيم، والحث على الأمانة، واحترام المدرس، ومن ناحية أخرى تصحيح مفاهيم الطلاب نحو مسألة كليات القمة وكليات غير القمة، فالقمة ليست فى كلية دون أخرى، القمة الحقيقيَّة فى تنمية قدراتك ومواهبك، والتزامك الأخلاقى نحو وطنك ومجتمعك.