لبيك اللهم لبيك.. لبيك لا شريك لك.. هكذا علا أصوات ملايين الحجاج بهذه التلبية وهم يمضون أيامهم التى اختصهم ربهم فيها بالرحمة والمغفرة والمباركة ثم الوقوف بعرفة، حيث ينال كل منهم المغفرة والعودة كما ولدته أمه.. والحج إلى بيت الله فريضة من فرائض الإسلام وشعيرة طيبة إلى البيت الحرام وقد فرض الله على المسلم أن يتوجه إليه بشخصه ويطوف بنفسه فى العمر مرة إذا استطاع إلى ذلك سبيلا، ويقول العالم عماد عبدالفتاح من علماء الأزهر: إن مناسك الحج التى ينفرد بها دون سائر العبادات أنها فى مكان واحد وزمان واحد ولها خاصية أن الأمة الإسلامية وإن تباينت فى اللغة واللسان واللون، إلا أنها أمة واحدة ومن بعض مقاصد الحج وهى كثيرة التذكير بيوم القيامة، حيث لباس الإحرام الذى يشبه الكفن لا يفرق بين حاج فقير وغنى، فالكل سواسية لا يميز أحد بالتقوى والعمل الصالح والكثير من دعاء الحاج نجده تأكيد الحاج على الاعتراف بالربوبية والألوهية والبعد عن الشرك بالله ونجد أن خير دعاء يوم عرفة (لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير) مما يؤكد توحيد الله رب العالمين وأن الحاج يسجل على نفسه السمع والطاعة لأوامر الله وأنه سبحانه صاحب الملك والنعمة لا يحمد ولا يشكر أحد سواه ويقول الشيخ عماد عبدالفتاح إن المسلم يطوف حول الكعبة وهناك من الحجر الأسود وأن المسلم يعلم أن الحجارة لا تفيده ولا تضره إنما يؤمن الحاج بتعاليم الله تماما كالذى يعظم علم بلاده وهو يعلم أنها من قماش وقال العالم الغزالى: إن الطواف هو طواف القلب ومعه الربوبية التى لا تشاهد بالبصر مثله مثل القلب الذى لا نراه بالبصر.. المقاصد كثيرة لا يتسع المقال لذكرها كلها وخلاصة الأمر أن كل مقاصده ومناسكه تربط بين الخالق والمخلوق وتحقق معنى العبودية لرب العالمين وطاقة روحية تربط بين المؤمنين بروابط الأخوة «ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوى عزيز» قل لبيك اللهم لبيك فى أفضل أيام المغفرة.