يعاني كثير من الأشخاص من أعراض مزعجة في الجهاز الهضمي، أبرزها الانتفاخ المستمر، وآلام البطن، وصعوبة الإخراج، وهي أعراض قد ترتبط بمتلازمة القولون العصبي، وتحديدًا النوع المصحوب بالإمساك. يشير د. عماد سلامة، أخصائي التغذية العلاجية، إلى أن الكيوي قد يعد علاجا طبيعيًا يساهم في التخفيف من هذه الأعراض، وقد يغني البعض عن استخدام الأدوية. يوضح د. سلامة أن متلازمة القولون العصبي تُعد اضطرابًا في حركة الأمعاء، حيث يفقد الجهاز الهضمي انتظامه، فيعاني المريض أحيانًا من الانتفاخ أو الإمساك، وأحيانًا أخرى من الإسهال أو الاثنين معًا. وتنقسم الحالة إلى ثلاثة أنواع: النوع المصحوب بالإمساك، والنوع المصحوب بالإسهال، والنوع المختلط الذي يجمع بين الحالتين بشكل متناوب. أما عن فاكهة الكيوي، فيؤكد د. سلامة أنها تمتلك خصائص غذائية تجعلها مفيدة لهؤلاء المرضى. فهي تحتوي على نسبة مرتفعة من الألياف القابلة للذوبان، مما يساعد على تليين البراز وتسهيل مروره عبر الأمعاء، شريطة تناول كميات كافية من المياه يوميًا لتحقيق هذا التأثير. كما أن الكيوي يعد من الفواكه منخفضة التخمر، ما يعني أنه لا يسبب الغازات أو الانتفاخات المعتادة التي تشكو منها المعدة الحساسة، بل على العكس، يُريح الجهاز الهضمي ويهدئ القولون. ويضيف أن الكيوي يحتوي على إنزيم طبيعي يعرف ب"أكتينيدين"، يساعد على تسريع عملية الهضم ويعمل كملين طبيعي، وهو ما يُحسن من حركة الأمعاء بشكل عام، كما أن الكيوي يحتوي على "بريبايوتك"، وهي نوع من الألياف التي تغذي البكتيريا النافعة في الأمعاء، مما يدعم صحة الجهاز الهضمي ويقوي المناعة. وقد أكدت دراسات علمية حديثة فعالية الكيوي في هذا المجال، منها دراسة نُشرت عام 2023 أظهرت تحسنًا ملحوظًا لدى الأشخاص الذين تناولوا حبتين من الكيوي يوميًا، حيث تراجعت لديهم أعراض الإمساك والانتفاخ، كما أوضحت دراسة أخرى في عام 2022 أن الكيوي الذهبي أظهر نتائج مماثلة لتلك التي توفرها مكملات الألياف الدوائية، بل تفوق عليها من حيث سهولة الهضم وطبيعته الآمنة. ومن اللافت أيضًا ما أظهرته دراسة باستخدام تقنية الرنين المغناطيسي (MRI) أجريت عام 2019، حيث تبيّن أن الكيوي يسهم في زيادة نسبة الماء داخل الأمعاء، ما يسهل عملية التبرز بشكل طبيعي. رغم ذلك، يُحذر د. سلامة من الإفراط في تناول الكيوي خاصة لمن يعانون من النوع المصحوب بالإسهال، إذ قد يؤدي إلى زيادة حركة الأمعاء وتفاقم الحالة، ويوصي ببدء تناول الكيوي بكميات صغيرة ومراقبة استجابة الجسم، لأن تفاعل الأمعاء مع الألياف قد يختلف من شخص لآخر.