بداية فإن كلمة زيطة عربية فصيحة، تعنى الصياح والجلبة واختلاط الأصوات، وهو ما تجيده أبواق الآلة الدعائية الصهيونية، ولا تفوت أى حدث دون استدعاء أكذوبة العداء للسامية، والعزف النشاز لنغماتها الزائفة! حين تم قتل موظفين بسفارة الكيان الصهيونى فى واشنطن، انطلقت جوقات العزف من كل صوب وحدب، من تل أبيب مرورًا بأمريكا، وصولًا لعواصم الغرب، تحذر من موجة جديدة من العداء للسامية! لسنا مع أسلوب القتل ولا نبرره، ولا نشمت فى من قتلوا وهم عزل، لكننا نتعجب من تسونامى انطلقت من أجل شخصين، وإغماض العيون والضمائر عن ضحايا من الأطفال والنساء والعجائز والمدنيين فى غزة والضفة بمئات الآلاف بين شهيد ومصاب ومعوق ومشرد، والمفارقة أن هؤلاء هم الساميون حقًا! ما تذهب إليه الدعاية الصهيونية، ومن يواليها، من أن أى مساس، بكيان الصهيونى مهما كان حجم ومدى ما يرتكبه من جرائم ضد الإنسانية، يصنف باعتباره عداء للسامية، إنما هو محض انتحال هوية! فى الأصل، فإن الشعوب السامية موطنها الأصلى الجزيرة العربية، من ثم فإنها مهد جميع الساميين، وبالتالى فإن العرب ساميون يقينًا، وأينما نزحوا وبقوا، فإن جذورهم سامية، بينما يخلط الصهاينة الأوراق ويزيفون الحقائق، إذ معظم يهود العالم اليوم، لا يمتون للسامية بأى صلة! التاريخ يؤكد ذلك، والعلم يؤيده، فالسواد الأعظم من اليهود الآن، بمن فيهم من احتلوا فلسطين، ينحدرون من أصول خزرية، موطنهم الأصلى مملكة الخزر، التى كان موقعها بمنخفض الفولجا جنوبروسيا، واعتنق ملكها اليهودية، ولأن الناس على دين ملوكهم اتبعها شعبه، قبل أن يسيحوا فى أوروبا الشرقية، ثم تتابعت موجات هجرتهم لبقاع عديدة فى المعمورة. لا يحيا فى الكيان الصهيونى من تعود أصولهم إلى السامية إلا أقلية من اليهود العرب، الذين يعاملون كمواطنين من الدرجة الثالثة، ويعانون من كل ألوان التمييز والاضطهاد! خرافة النقاء العرقى، والهوية اليهودية العالمية الواحدة، واحتكار السامية، والتلويح فى وجه الجميع باللاسامية، أكاذيب لا أساس لها، وأن للعالم أجمع أن يعرف الحقائق ويكف عن التعاطى مع أوهام خادعة. معظم يهود الغرب من نسل الخزر، وهم أساسًا قبيلة من أصل تركى، ثم ماذا عن أصحاب البشرة السمراء كالفلاشا يهود إثيوبيا، وماذا أيضًا عن يهود التات الذين يتحدثون لغة مشتقة من الفارسية تدل على أصولهم الإيرانية، وتلك مجرد نماذج تنفى الادعاء بالنقاء العرقى. حين تتكشف الحقائق، سوف يكف الصهاينة عن استثمار فزاعة العداء للسامية.