ماتوا جوعى.. لم نأكل بالأمس.. وجميعًا نام جائع.. استيقظنا على صوت انفجارات ولهيب النيران يحيط بنا من كل جانب.. كانت هذه هى الكلمات التى قالتها أم فلسطينية، قالتها وهى تجلس وسط ما تبقى من حطام لمدرسة فهمى الجرجاوى بحى الدرج فى غزة، والتى استهدفها كيان الاحتلال بقذائفه فجر يوم الاثنين الماضى، ليضيف جريمة حرب لاإنسانية جديدة لجرائمه، التى لا يتوقف عن ارتكابها، ليل نهار، فلا يفرق معه القتل نهارًا أم ليلًا والناس نيام، وكالعادة خرجت بيانات إعلام الاحتلال، بأن المدرسة كان بها عدد كبير من الإرهابيين الكبار، وكانت تستخدم للتخطيط و جمع المعلومات!. تلك البيانات الكاذبة المضللة، لتبرير الجريمة، التى أسفرت عن نحو 30 شهيدًا وعشرات المصابين، الضحايا تفحمت أجسادهم، وكان بينهم أطفال ونساء، حيث كانت المدرسة تؤوى نازحين يعيشون فيها داخل خيام. الأم كانت تحكى ما حدث وهى فى حالة صدمة، من هول ما رأته وعاشته من فزع، كان أبرز صوره مشاهد لطفلة صغيرة تدعى ورد جلال خليل وهى تجرى وسط النيران المشتعلة التى حاصرتها، ورد نجت ووالدها وشقيقها سراج، بينما استشهدت والدتها وأشقاؤها عبد الرحمن ومحمد وسلوان وأمل وماريا وهم نيام وجوعى!. غزة لم تعد بحاجة إلى تعاطف العالم وإعلان رفضه وشجبه لجرائم الاحتلال، ولكنها تحتاج إلى وقف فورى لحرب الإبادة التى تتعرض لها.