فنان إماراتي وعاشق للمسرح وهو أحمد بو رحيمة، كرّس مسيرته لخدمة الفن والثقافة ويُعد من الوجوه البارزة في المشهد المسرحي الإماراتي والخليجي، حيث يمتلك خبرة طويلة في العمل المسرحي سواء على خشبة المسرح أو في إدارته وتنظيم فعالياته. يشغل حاليًا منصب مدير دائرة المسرح في دائرة الثقافة بإمارة الشارقة، وهو أحد الأسماء الفاعلة في إنجاح مهرجانات مثل أيام الشارقة المسرحية* (منذ 1984)، ومهرجان كلباء للمسرحيات القصيرة ومهرجان الشارقة للمسرح الصحراوي، ومهرجان خورفكان للمسرح ومهرجان دبا الحصن للمسرح الثنائي ويتميز أحمد أبو رحيمة برؤيته الفنية الواضحة، وحرصه على دعم المواهب الشابة، وتكريس المسرح كمساحة للفكر والإبداع والحوار. وساهم في تطوير المسرح المدرسي في الإمارات، من خلال إشرافه على برنامج «المسرح المدرسي» في وزارة التربية والتعليم، وتأسيس مهرجان الخليج للمسرح المدرسي عام 2000. وقامت بوابة أخبار اليوم بمحاورة الفنان أحمد أبو رحيمة، وكان الحوار كالتالي: كيف ترى تطور مهرجان دبا الحصن للمسرح الثنائي منذ انطلاقه؟ المهرجان بدأ كتجربة جديدة في 2016، واليوم أصبح منصة عربية مهمة للعروض الثنائية، حيث يركز على التفاعل بين ممثلين فقط، مما يبرز قدراتهم ويعمق التجربة المسرحية. اقرأ أيضا| درة تمثل السينما العربية في مهرجان روتردام بفيلم «وين صرنا» ما أهمية هذا النوع من المهرجانات للمسرح العربي؟ المهرجانات المتخصصة، مثل دبا الحصن، تتيح للمسرحيين استكشاف أشكال جديدة وتطوير مهاراتهم كما أنها تخلق جمهورًا متنوعًا وتدعم التبادل الثقافي بين الدول. حدثنا عن باقي المهرجانات التي تشرفون عليها؟ نظمنا عدة مهرجانات مثل "كلباء للمسرحيات القصيرة" الذي يركز على تدريب الشباب، و"المسرح الصحراوي" الذي يقدم عروضًا في بيئة الصحراء، و"أيام الشارقة المسرحية" الذي يعد الأقدم والأكثر شمولًا. ما دور هذه المهرجانات في دعم الشباب؟ نحن نؤمن بأن الشباب هم مستقبل المسرح. لذلك، نعمل على تدريبهم وتوفير منصات لعرض أعمالهم، مما يسهم في بناء جيل جديد من المسرحيين المبدعين. كيف ترى مستقبل المسرح في الإمارات؟ بفضل الدعم المستمر من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، فإن المسرح الإماراتي يعيش مرحلة ذهبية، ونحن مستمرون في تطويره وتعزيزه. كيف ترى دور الشارقة في دعم المسرح العربي؟ الشارقة بقيادة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، وفّرت بيئة نادرة للمسرح العربي من خلال الدعم المستمر، وتنظيم مهرجانات متنوعة، وإطلاق مبادرات تعليمية وفنية تجعل من الشارقة مركزًا حقيقيًا للمسرح والثقافة في الوطن العربي. ما الذي يميز مهرجان دبا الحصن للمسرح الثنائي؟ هذا المهرجان يفتح مساحة جديدة للمسرح القائم على التفاعل الثنائي، ويمنح الفرصة للمخرجين لاختبار قدراتهم في تقديم نصوص تعتمد على الحوار والتمثيل المكثف و هو مهرجان نوعي ومختلف، ويثري الساحة بتجارب مميزة. كيف ترى واقع المسرح الخليجي اليوم؟ المسرح الخليجي يمر بمرحلة نضج وتنوع، وهناك مواهب شابة قوية وأصوات جديدة تستحق الدعم والتحدي الأكبر هو إيجاد استدامة في الإنتاج والعرض، وتوفير مؤسسات تحتضن وتتبنّى هذه الطاقات. هل تعتقد أن المسرح ما زال قادرًا على التأثير في وعي المجتمع؟ بالتأكيد المسرح هو مرآة للمجتمع، لكنه ليس مرآة صامتة، بل ناطقة ومحرّكة قادر على طرح الأسئلة، وزعزعة القناعات، وتحفيز التفكير والنقاش. وفي النهاية ما هي رسالتك للشباب المهتمين بالمسرح؟ أوصيهم بالصبر، والانفتاح، والتجريب. المسرح ليس طريقًا سهلاً، لكنه مليء بالجمال والمعنى الثقافة المسرحية لا تُبنى بالعروض فقط، بل بالقراءة، والوعي، والانخراط في كل تفصيل فني.