بما أننا نتعامل فى عالم تسيطر عليه لغة المصالح، فعلينا أن نتعامل بنفس اللغة دون خجل، لأن زمن «الخواطر» قد ولّى، المنتدى المصرى الأمريكى الذى عُقد بالقاهرة مؤخرًا، بحضور ممثلين عن أكثر من 40 شركة أمريكية، يؤكد أننا نسير فى الطريق الصحيح فى التعامل مع الأمريكيين. من الممكن أن نختلف فى وجهات النظر السياسية، حسب رؤية كل دولة، ولكن من الذكاء أن نتعامل بلغة المصالح فى الملف الاقتصادي، استجابة رئيس الوزراء لبعض مطالب الشركات الأمريكية، خاصة فى ملف قطع الغيار والألبان، تؤكد أن الدولة المصرية حريصة على تطوير التعامل والتفاعل مع الجانب الأمريكي، خصوصًا وأن هناك علاقات استراتيجية ومصالح مشتركة بين الجانبين. عرض مزايا الاستثمار فى مصر من قبل الفريق كامل الوزير، والحديث عن حجم الإنجازات التى تمت فى البنية التحتية، يؤكد أن نظرة الرئيس عبد الفتاح السيسى للمستقبل كانت صحيحة. منذ سنوات، لم نكن نستطيع التحدث مع شركات استثمارية كبرى لأننا لم نكن نمتلك البنية المؤهلة لجذب الاستثمارات، ولكن اليوم، عندما تستمع لشرح الحكومة أمام الشركات الأمريكية وحجم الإنجازات التى تمت فى البنية التحتية من طرق ومحاور وسكك حديدية وموانئ ومطارات، والتى كلفت تريليونات الجنيهات، فإنك تشعر بالفخر لأننا وصلنا إلى هذا المستوى فى فترة وجيزة. ما حدث مع الجانب الأمريكى يجب أن يتكرر مع العديد من المستثمرين من مختلف الدول، لأننا، باختصار شديد، أصبحنا نمتلك بنية استثمارية جاذبة، المستثمر الذى يأتى إلى مصر يعلم جيدًا أنه سيضخ أموالًا فى استثمارات ناجحة وآمنة، الدولة وضعت الخطط اللازمة لجذب وتأمين الاستثمارات، ونجحت فى ذلك. دعونا نبتعد عن العواطف والخواطر، لأننا نعيش فى عالم تحكمه لغة المصالح. وأتوقف هنا عند القطاع الخاص المصري؛ فهناك مستثمرون مصريون لديهم القدرة على ضخ أموال كبيرة فى السوق المحلي، وعلينا أن نلاحظ حجم الإقبال من المستثمرين الأجانب، هناك فرص واعدة فى السوق، وعلى مجتمع الأعمال المصرى أن يبادر ويدخل وينافس، لكى نتمكن من إحداث قفزات فى العديد من الملفات، وخاصة ملفات الصناعة، والزراعة، والسياحة. العلاقات الاقتصادية المصرية الأمريكية ستشهد قفزة إيجابية، لأن لغة المصالح ستتصدر المشهد خلال الفترة القادمة، وعلينا أن نتعامل بالمثل مع الجميع، لأننا دولة تمتلك كل مقومات النجاح، وعلينا فقط أن نُسارع ونستغل الفرص فى عالم متغير لا يعرف إلا شعار: البقاء للأقوى والأكثر استقرارًا سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا. دعونا نصنع الفرص ونستفيد منها بقدر ما يستفيد الآخرون. وتحيا مصر.