كوكلا رفعت، مصورة تجارية ووثائقية، درست الإعلام، لكنها وقعت في غرام التصوير الفوتوغرافي منذ كانت في الجامعة، لتسخر كل حياتها لهذه المهنة، وحصلت على دبلوم في التصوير الفوتوغرافي التجاري والتصوير الداخلي من إحدى مدارس التصوير في باريس.. ورغم عملها في التصوير التجاري بمجال الإعلانات، لكنها أيضا تملك بعض الوقت لتنفيذ هواياتها في توثيق حياة البشر في كل العالم، منذ رحلتها الأولى للهند عام 2009 بدأت معرضها الأول عن البشر، لتفتتح أولى معارضها في دار الأوبرا المصرية عام 2010 بالتعاون مع السفارة الهندية بالقاهرة، ولتحصل في نفس العام على لقب «سفيرة الفنون في مصر» من السفارة الإندونيسية بالقاهرة، وذلك بعد مشروعها للتصوير الفني والوثائقي حول طقوس إحراق جثث الموتى في جزيرة بالي بإندونيسيا، ثم كلفتها السفارة التايلندية بالقاهرة بإعداد مشروع وثائقي لتمثيل مملكة تايلاند في مصر والشرق الأوسط، وبالإضافة لمعارض الصور، قامت كوكلا بتوثيق رحلتها في كتابها الأول للتصوير الفوتوغرافي الذي أصدرته عام 2012 بعنوان «رقصة الحياة».. تشارك كوكلا حاليا في «أسبوع القاهرة للصورة» بمعرض يحمل عنوان «أطفال النيل» قامت فيه بتوثيق حياة أطفال التزلج على النيل في مدينة أسوان.. في اللقاء التالي تتحدث كوكلا عن تجاربها السابقة ومعرضها الحالي.. - هل تعد هذه المرة الأولى التي تشاركين فيها بمعرض «أسبوع القاهرة للصورة»؟ يعد هذا سابع معرض خاص بي، منذ عام 2009. - تميز معرضك الذي يحمل عنوان «أطفال النيل» بلقطات للوح فنية حية لأطفال أسوان.. ماذا عن تفاصيل التجربة؟ بدأت مشوار تصويري بالتصوير الوثائقي للشعوب الآسيوية، وكنت أوثق الطقوس الدينية والثقافات، وأقوم بعرضها في مصر بالتعاون مع سفارات دول آسيوية، ثم انتقلت إلى التركيز على صور من المجتمع المصري، وكانت فرصة لي لإعادة اكتشاف مصر، وهذا المعرض يمثل عودة لدي بعد توقف منذ عام 2013، وفخورة أنني أقدمه عن مصر. - لماذا كان هذا الغياب الطويل؟ لتركيزي على التصوير التجاري الذي يعتبر مصدر دخلي. - ما الذي يميزك في مجال التصوير؟ أعتمد في صوري على أشخاص حقيقية ولا أصطنع الموقف، بل كل الصور تنبض بالحياة والعفوية، كما أنني أهتم بالألوان، وأن تحمل كل صورة حكاية، وعلى المشاهد للصور والمعرض أن يكتشف الحكاية بنفسه دون سرد، لذلك لا يوجد لوحات توضيحية في معارضي، فلكل شخص حق أن يرى الصورة من منظوره. - ماذا عن تجربتك الحالية مع أطفال أسوان؟ الفكرة أنني تعاملت مع أطفال أسوان أثناء تصويرهم بنفس براءتهم التي يعيشون بها، وللعلم فأنهم رغم بساطة حياتهم يمتلكون قدر كبير من الذكاء، حيث صنعوا من ألواح خشبية بسيطة «عوامات» ينتقلون بها بين المراكب للغناء مع السائحين والاستمتاع معهم بالموسيقى والغناء والطبيعة والحضارة. - هل فكرة المعرض جاءت صدفة أم كان مخطط له؟ سافرت أسوان عدة مرات، وفي كل مرة أشاهد هؤلاء الأطفال ويظلون في عقلي لفترة، وقررت أكثر من مرة تسجيل حياتهم بالصور، وتأجل المشروع أكثر من مرة حتى فبراير الماضي، حينما قررت السفر لأسوان لتوثيق حياتهم، ولم يكن لدي أي مصادر أو أعرف شخص هناك لكي أبدأ خطة العمل، لذلك أحضرت حقيبة ملابس لأطفال من عمر 8 إلى 15 سنة، وحقيبة أخرى هدايا من نظارات شمسية، وذلك حتى يكون الأطفال على طبيعتهم معي و يخرجوا عفويتهم في الصور.. لذلك خرج المعرض بكل هذا الجمال. - هل التصوير بالنسبة لك هواية أم دراسة؟ منذ عام 2006 حينما كنت في الجامعة قررت أن التصوير سيكون عملي، لذلك حصلت على ورش تدريبية أثناء فترة الجامعة في التصوير، ثم سافرت إلى فرنسا، وعندما عدت عام 2009 قررت التفرغ للتصوير، وهي مهنة ليست بعيدة تماما عن مجال دراستي للإعلام. - ما الذي يجذبك لتوثيقه بالصورة؟ كل ما يحدث أمامي في حياة البشر يجذبني، وأحب توثيقه، الأمر لا يتوقف على المجتمع المصري فقط، بل أريد توثيق حياة الشعوب في كل العالم. - ما خطواتك للوصول إلى هدفك؟ التصوير طوال الوقت دون ملل، لأن بعض المصورين يشعرون بالملل من العمل بهذا المجال، لكن في النهاية هي رحلة فن، أحيانا تكون معتمة بل مظلمة، َلكن في النهاية هناك طاقة نور، لذلك شاهد صور كثيرة من أجل أن تكتسب خبرات ومهارات، وكل هدف بالسعي يتحقق. اقرأ أيضا: أسطورة التصوير الفوتوغرافي السينمائي في «واحد من الناس» الإثنين المقبل