من 16 موقعا مختلفا داخل القاهرة الكبرى، انطلقت فعاليات الدورة الرابعة لأسبوع القاهرة للصورة، تحت شعار "اكتشاف المشهد"، الدورة تنطلق في الفترة من 8 إلى 18 مايو المقبل، تحت رعاية وزارة السياحة والآثار وهيئة تنشيط السياحة، ويتضمن الأسبوع أكثر من 20 معرضا فرديا وجماعيا لمجموعة من المصوريين المحليين والدوليين المحترفين في التصوير الفوتوغرافي والسينمائي، بجانب المؤسسات الدولية الرائدة في صناعة الصورة مثل "National Geographic" و"Vogue" و"World Press Photo" و"Getty Images".. يستضيف أسبوع القاهرة للصورة خلال فعالياته أكثر من 100 ورشة ومحاضرة عمل وعروض توضيحية بمشاركة خبراء وفنانين من مصر وهولندا والدنمارك وفرنسا وإسبانيا وإيطاليا وبريطانيا والنرويج وسويسرا وتونس ولبنان والمغرب والجزائر وفلسطين، وبالتعاوت مع عدد من السفارات في القاهرة مثل سفارة هولندا وإيطاليا وإسبانيا وفرنسا وسويسرا والدنمارك والمركز الثقافي البريطاني واتحاد المعاهد الأوروبية. من أبرز الأسماء المشاركة في أسبوع الصورة مدير التصوير السينمائي عبد السلام موسى، والمصورين أحمد هيمن وأيمن عباس وبتول الصوي وعيشة الشبراوي و محمد بكر وعادل مبارز والألماني فينسيت فاندي وبيتر مينزل والأرميني الراحل فان ليو الذي أرخ للصورة والمجتمع في مصر في منتصف القرن العشرين، وياسر عنوان المعروف ب"الديناصور"، وكريم الحيوان ونرمين همام. وعلى مدار دوراته السابقة استطاع أسبوع القاهرة للصورة اجتذاب جمهورا واسعا من مختلف الأعمار، خاصة مع منح الدخول مجانا، حيث استقبلت الدورة الأخيرة ما يزيد عن 35 ألف زائر بجانب 4500 مشارك. ويتضمن الأسبوع هذا العام عددا من المعارض المميزة مثل معرض عن صورة سيدة الغناء العربي، أم كلثوم، تنسيق المصور كريم فاروق إبراهيم، "أولاد النيل" لكوكلا رفعت، "الديناصور.. تحية إلى ياسر علوان" لياسر علوان، "القاهرة 90" لمجموعة صور تعبر عن القاهرة في تسعينيات القرن الماضي، "ميدان ديفاز"، "كرة القدم" لمجموعة صور أرشيفي تعبر عن كرة القدم في الشرق الأوسط، "صاحبة الجلالة" وهو معرض أرشيفي لصور مهمة من أرشيف الصحف المصرية والعربية، معرض يتناول الحرب في غزة بعنوان "من خلال عدساتهم: غزة القصة الغير مروية"، وكان قد أقيم الثلاثاء الماضي انطلاق معرضي "شيء من السحر" لمدير التصوير عبدالسلام موسى، وتنسيق المخرجة هالة القوصي، ومعرض "أولاد النيل" للمصورة كوكلا رفعت الحاصلة على لقب "سفيرة الفنون في مصر" عام 2010، وذلك قبل أيام قليلة من الافتتاح الرسمي للأسبوع. "سحر السينما" افتتح مدير التصوير السينمائي عبدالسلام موسى معرضه الفني تحت عنوان "شيء من السحر" بتنسيق الفنانة البصرية والمخرجة السينمائية هالة القوصي الشريكة الدائمة لموسى في العديد من الأعمال السينمائية، منها فيلم "شرق 12" الذي شارك "في نصف شهر المخرجين" بالدورة 77 من مهرجان "كان" السينمائي الدولي. معرض "شيء من السحر" هو المعرض الفني المنفرد الأول لموسى بعد مشاركته في العديد من المعارض مع عدد من مديري التصوير والمصورين، ليطلق سحره الخاص من خلال تجربة بصرية مختلفة، تعتمد على عرض مركب من 3 شاشات تعرض كل منها سردية بصرية جديدة من مشاهد من الأعمال السينمائية والتليفزيونية التي شارك فيها موسى، والذي صنفته مجلة "American Cinematographer" أحد أهم وأعرق مجلات التصوير السينما في العالم، واحدا من أكثر مديري التصوير الواعدين في العالم لعالم 2020، والذين أصبح لديهم بصمة واضحة تميزهم، من خلال الأعمال المتميزة التي شارك فيها مثل "موجة حارة" و"إمبراطورية ميم" و"هرج ومرج" و"مصور قتيل" و"ولد وبنت" و"أفراح القبة" و"ضي" و"الجريمة" و"زهرة الصبار". وأشار موسى إلى أن اسم المعرض "شيء من السحر -A Kind of Magic"، جاء بالاتفاق مع شريكته المخرجة هالة القوصي، والذي استلهماه من كلمات الناقد الكبير الراحل مجدي الطيب، ليعكس التجربة الاستثنائية التي سيجد زائر المعرض نفسه داخلها، فمن خلال 3 شاشات وتسع سماعات تستعرض بشكل متزامن شريط سينمائي يقدم شخصيات الأعمال الفنية السينمائية والتليفزيونية خارج سياقها المعتاد، ما يخلق لدى المشاهد تجربة درامية متفردة وحالة فنية مختلفة. ووصفت المخرجة هالة القوصي المعرض قائلة أن فكرة المعرض انطلقت من كلمات الناقد الكبير الراحل مجدي الطيب: "استبدل عبدالسلام الكاميرا بعصا سحرية محولا الشاشة الكبيرة أو الصغيرة إلي عالم مشحون بالسحر والجمال والرهبة"، ففي العرض تتلاقى الشخصيات التي أضاءها عبدالسلام لكبار صانعي الأفلام في مصر وخارجها في عالم جديد، عالم عبد السلام موسى السحري، في مزيج من شروق الشمس وغروبها، وضوء البدر، وأضواء المسرح، ولهيب الشموع والنيران المشتعلة، وتنبعث في هذه الشخصيات حياة جديدة، في تجربة سينمائية ساحرة تتكشف بطريقة فريدة لكل مشاهد. المعرض شارك في الإعداد له عدد من صناع السينما لتقديم سحر عبدالسلام موسى للجمهور، منهم مهندس الصوت عبدالرحمن محمود، كما شاركت القوصي في المونتاج مع المونتير آدهم يحيى وقام بال "Post Production"فريق "Studios Vivid". وقالت مروة أبو ليلة، المؤسس والمدير التنفيذي لمؤسسة "فوتوبيا": "يحرص أسبوع القاهرة للصورة على الاحتفاء بالتجارب الفنية الاستثنائية، وفي معرض (شيء من السحر) يقدم لنا مدير التصوير عبدالسلام موسى تجربة فنية تكشف كيف أن عدسة الكاميرا تحمل داخلها حياة كاملة، وكيف أن الشخصية الواحدة يمكن أن تخرج من إطارها الذي نعرفه من خلال العرض المتزامن بين الشاشات الثلاث إلى عالم آخر ويقدم فكرة جديدة ومتكاملة". اقرأ أيضا: سحر السينما في تجربة بصرية ضمن أسبوع القاهرة للصورة "أولاد النيل" على جانب آخر، افتتحت المصورة كوكلا رفعت معرضها للصور الفوتوغرافية تحت عنوان "أولاد النيل"، حيث قدم المعرض توثيقا من خلال الصور الفوتوغرافية لتزلج الأطفال في أسوان على صفحة مياه النيل، ويعد إمتدادا لمشروع كوكلا الفني والذي تقدم فيه تصويرا وثائقيا لعادات وتقاليد الشعوب، ورصدا لأنشطة البشر في مجتمعاتهم التقليدية. وأكدت كوكلا في تصريحاتها: "يهتم الإنسان منذ قديم الزمان بتوثيق اللحظات المميزة والفريدة في حياته، وهو ما نراه على جدران المعابد وفي الوثائق القديمة في مصر والعالم، لذلك تعد الفعاليات المتخصصة في التصوير حدثا هاما لتشجيع الفنانين على التعبير عن رؤيتهم الفنية إلى جانب توثيقهم للأحداث التي تعكس هوية مجتمعاتهم." وأضافت كوكلا: "أحرص في أعمالي على تقديم خصوصية الثقافة في المجتمعات، والتقاط التعبيرات التي تظهر على وجود البشر في المناسبات المختلفة، وهو ما أقدمه في معرض "أطفال النيل" والذي يضم صورا للأطفال من محافظة أسوان وهم يتزلجون على صفحة مياه النيل ويغنون بشكل ربما لا نراه في أي مكان في العالم، وهذه اللقطات اعتبرها فرصة في إثراء الحوار الثقافي، وخلق مساحة من العلاقات الإنسانية والثقافية بين الشعوب ليتعرف كل منهم على الآخر في لحظات مميزة". وتهتم كوكلا رفعت برواية القصص وتوثيق الثقافات من خلال التصوير الفوتوغرافي، وخلال مشوارها الفني التقطت بعدستها العديد من التجارب الاستثنائية والطقوس المختلفة في دول العالم مثل الهند وأندونيسيا، وهو ما جعلها تحصل على لقب "سفيرة الفنون في مصر" عام 2010 عن مشروعها الفني والوثائقي والذي قدمته عن طقوس حرق جثث الموتى في بالي، والذي عرض في السفارة الأندونيسية في القاهرة، كما صدر لها عام 2012 كتاب "رقصة الحياة" بتكليف من السفارة الملكية التايلاندية في القاهرة، والذي يوثق من خلال الصورة رحلة مصورة شابة في تايلاند بهدف توثيق العلاقات الإنسانية بين الشعوب والتواصل الحضاري بين تايلاند ومنطقة الشرق الأوسط. وقالت أبو ليلة: "نحرص في أسبوع القاهرة للصورة على تقديم الاتجاهات المختلفة في التصوير والتي كلها تصب في هدف واحد وهو توثيق اللحظات النادرة والصادقة والتي تساهم في فهم الأحداث والثقافات المختلفة، ومعرض (أولاد النيل) يقدم أحد المظاهر التي تبرز خصوصية أسوان الثقافية وقدرة الأطفال على التواصل وإظهار تميزهم للآخرين بشكل مبهج، مثل تلك اللحظات يلتقطها الفنان وتثير لديه الرغبة في أن تصل للعالم، وهو ما نحاول في أسبوع القاهرة للصورة أن نقدمه".