قديما قالوا التعليم فى الصغر كالنقش على الحجر والآن نقول الوعى منذ الصغر حماية للعقل فى الكبر.. حماية من حروب إعلامية واقتصادية تستهدف الهوية المصرية . الثقافة الوطنية وجه من وجوه هويتنا وتساهم فى صياغة الوجدان المصرى وبناء الإنسان وهو الهدف من إنشاء قصور الثقافة الجماهيرية فى الستينيات وكان مبدع فكرتها الدكتور ثروت عكاشة اول وزير ثقافة فى تاريخ مصر والذى وضع نصب عينيه ديمقراطية الثقافة وألا تكون مقتصرة على طبقة معينة ولكنها تتوسع وتعبر عن كل مواطن مصرى فى الريف أو المدن فالثقافة بمعناها الجماهيرى الواسع هى الأرض الصلبة التى تُبنى عليها نهضة الأمم ومشروعها الحضارى يحمله شعب واع مؤمن بهويته لذا أُقدر التحرك الإيجابى للبرلمان تجاه غلق عدد من مقار قصور الثقافة ومعظمها فى القرى والمحافظات وربما يكون هذا الكيان الثقافى هو طاقة النور الوحيدة فى مكانه . قد يكون رئيس هيئة قصور الثقافة لديه العذر فى غلق المقار المؤجرة وبحكم القانون يتم إخلاؤها ولكن رب ضارة نافعة وتكون إعادة صياغة لما هو مطلوب من قصور الثقافة بفضل الانتفاضة البرلمانية وكذلك المهتمين والمهمومين بزيادة الوعى لكل مصرى فى ظل حرب شعواء تستهدف عقل المصريين وضرب هويتهم الوطنية فى مقتل . تمتلك هيئة قصور الثقافة ميزة وجود مئات من فروعها فى مختلف محافظات مصر وبذلك فهم قادرون على الوصول لشرائح من المجتمع لا تؤثر بهم وسائل الإعلام التقليدية ولكنهم يتأثرون بالاتصال المباشر وهى وسيلة لا تحتاج لنفقات باهظة ولا انترنت سريع ولكن تحتاج للعنصر البشرى المُدرب والفاهم لأبعاد مهمته بترسيخ مفهوم الهوية الوطنية وإحياء ثقافة المكان وتراثه الذى تمتلك مصر منه الكثير وأصبح مطمعًا أيضا للكثيرين .. وترسيخ منظومة القيم الإيجابية للمجتمع المصرى مع تكامل المحتوى الثقافى مع العملية التعليمية لحماية النشء من فخ الأفكار المتطرفة وإشعال نار الفتن والشائعات .