يمثل مشروع ممشى أهل مصر» نقلة حضارية للواجهة النيلية لمحافظة القاهرة، حيث تأتى هذه اللوحة الفنية تنفيذًا لتكليفات الرئيس عبد الفتاح السيسى بضرورة تحسين جودة الحياة للمصريين، وزيادة نصيب الفرد من المسطحات الخضراء والمساحات المفتوحة للتنزه والترويح عن النفس.. «الأخبار» حصلت على تفاصيل الموقف التنفيذى والتشغيلى لمراحل المشروع الأربع، بعد افتتاح أولى المراحل، وتابعت عمليات تنفيذ بقية مراحل كورنيش «النهر الخالد» ودوره الحضارى فى تجميل وجه العاصمة. يعد مشروع «ممشى أهل مصر» أحد المشروعات الطموحة التى ستغير وجه القاهرة من خلال إعادة الوجه الحضارى لها فى المناطق المطلة على النيل، فضلًا عن أنه سيسهم فى زيادة نصيب الفرد من المسطحات الخضراء والأماكن المفتوحة فى تلك المناطق، خاصة أن الممشى يضم العديد من المطاعم والكافيهات التى توفر للمواطنين أفضل نزهة على ضفاف نهر النيل. اقرأ أيضًا | وزير الإسكان يتابع موقف تشغيل مشروع ممشى أهل مصر وتطوير أرض مطار إمبابة وفى سبيل ذلك، وضعت «الحكومة» مخططًا شاملاً للاستفادة من عمليات إزالة التعديات على مجرى النيل الرئيسى تحت مسمى مشروع «ممشى أهل مصر»، وأشرفت وزارة الإسكان على أعمال تنفيذ المشروع، بينما تولت الهيئة الهندسية للقوات المسلحة التنفيذ، وذلك من خلال تقسيمه إلى أربع مراحل، حتى تم بالفعل افتتاح المرحلة الأولى فى مارس 2022، والتى امتدت من كوبرى إمبابة حتى كوبرى 15 مايو بطول 1.8 كم، وقدم حفل الافتتاح مطربين من مصر والوطن العربي، وأقيم على أول مسرح عائم فى وسط النيل بحضور جماهيرى كبير. مراحل المشروع المرحلة الأولى من الممشى تمتد من كوبرى 15 مايو حتى كوبرى إمبابة، وتم خلالها تنفيذ مسار موازٍ بجوار النيل بمتوسط عرض 6.5 متر، كما تضمنت هذه المرحلة محلات وكافيهات ومطاعم وجراجات بجانب 3 مدرجات سعة 1240 فردًا ومسرحًا سعة 772 فردًا، أما المساحات الخضراء ضمن المرحلة فوصلت إلى 3100 متر لتحتوى على أكثر من 235 شجرة و62 نخلة. أما المرحلة الثانية؛ فبدأت بالتوازى مع المرحلة الأولى، وتتكون من قطاعين؛ الأول يمتد من كوبرى قصر النيل إلى كوبرى 15 مايو، والقطاع الثانى من كوبرى إمبابة إلى كوبرى الساحل، وتشمل هذه المرحلة تطوير جزء آخر من ممشى كورنيش النيل بطول 3.2 كم، بجانب تنفيذ ممشى أفراد متدرج المناسيب بطول 4 كم، بينما يبلغ متوسط عرض الممشى العلوى 4.5 متر ومتوسط عرض الممشى السفلى 6.5 متر، وتشمل الأعمال إنشاء 18 مبنى ما بين مطعم عائم و3 كافيهات و63 محلًا تجاريًا، فضلًا عن إنشاء 7 مبانٍ للخدمات و9 مدرجات سعة 2552 فردًا، بالإضافة إلى مسرحين سعة 1700 فرد. أما المرحلة الثالثة من الممشى، فتتكون من قطاعين؛ الأول من كوبرى تحيا مصر إلى كوبرى الساحل، والثانى من كوبرى قصر النيل إلى كوبرى قصر العينى («المريديان»)، هذا بخلاف المرحلة الرابعة، والتى تقع على الشاطئ المقابل لنهر النيل فى جزيرة الزمالك تحت اسم «ممشى أهل مصر الزمالك». وحرصت وزارة الإسكان على متابعة جادة لهذا المشروع الحيوي، لذا قررت إسناد أعمال الإشراف والمتابعة للجهاز المسؤول عن مشروعات «مثلث ماسبيرو وسور مجرى العيون» فى هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة ليشرف كذلك على مشروع ممشى أهل مصر. الموقف التنفيذى وأكدت المهندسة منى عبد السلام، رئيس جهاز منطقة ماسبيرو وممشى أهل مصر ومنطقة الموردة وعين الصيرة، فى تصريح خاص ل»الأخبار»، أنه عقب الانتهاء من تنفيذ وتسليم وتشغيل المرحلة الأولى من ممشى أهل مصر، فإن المرحلة الثانية تم الانتهاء من أعمال تنفيذها وهى فى انتظار تسليمها للمشغل وافتتاحها أمام المواطنين، أما المرحلة الثالثة فتم إنهاء أعمال الجزء الشمالى منها، أما الجزء الثانى وهو الجزء الجنوبى فيتوقف فقط على أعمال ربط المرافق بالتنسيق مع جهات أخرى، بينما المرحلة الرابعة والأخيرة فتم إنهاء معظم أعمال تنفيذها وسيتم تسليمها لإحدى الجهات لإدارتها وتشغيلها نظرًا لوقوع هذه المرحلة فى منطقة تضم سفارات وهيئات دبلوماسية. وأوضحت أن المرحلة الأولى من الممشى ممتدة بطول 1800 متر من كوبرى إمبابة إلى كوبرى 15 مايو، وتم الاستلام الابتدائى للمشروع بتاريخ 5 ديسمبر 2021، بينما تم تسليمها للمشغل «كاونسيل ماسترز» فى أول يونيو 2022، حيث بلغ متوسط الزائرين للمشروع 4269 فردًا فى اليوم، ويضم المشروع 32 محلًا وكافيهًا ومطاعم و11 وحدة خدمات و3 جراجات سعة 167 سيارة، مع مسرح ترفيهى وأكشاك، بالإضافة إلى وجود الأنشطة الموسمية كالبازارات والملعب العائم. وأضافت أن المرحلة الثانية من المشروع مقسمة إلى جزئين؛ الجزء الجنوبى منها عبارة عن مرحلة «قصر النيل»، والتى تمتد من كوبرى قصر النيل إلى كوبرى أكتوبر بطول 0.8 كم وتتكون من 5 مبانٍ متضمنة مطعمًا عائمًا مساحته 550 مترًا، أما مرحلة «ماسبيرو»، فهى تمتد من كوبرى أكتوبر إلى كوبرى 15 مايو بطول 1.1 كم وتتكون من 8 مبانٍ عبارة عن محلات وكافيهات ومبنى الأتوبيس النهرى وخدمات أخرى، فى حين أن الجزء الشمالى من المرحلة الثانية فهى تسمى مرحلة «الساحل» وهى تمتد من كوبرى إمبابة إلى كوبرى روض الفرج بطول 1.3 كم، وتتكون من 5 مبانٍ ما بين محلات وكافيهات ومطاعم وخدمات ومنطقة مسرح مكشوف وملاعب أطفال وملعب بتنج. وحول الموقف التنفيذى للمرحلة الثانية من الممشى، كشفت أنه تم بالفعل استلام المشروع من المقاول فى 3 أبريل الماضى بعد أن تم توصيل كل مرافق المشروع وأصبح جاهزًا للتشغيل، وأصبح الآن فى حوزة شركة أمن وصيانة لحين توفير المشغل المناسب. وحول المرحلة الثالثة، أشارت إلى أنها مقسمة إلى قطاعين؛ القطاع الشمالى أو قطاع «روض الفرج» فهو يمتد من كوبرى تحيا مصر حتى كوبرى الساحل بطول 1.7 كم ويضم 7 مبانٍ، عبارة عن مبنى إدارى ومبنى الأتوبيس النهرى ومبنى الإسعاف النهرى و4 كافيهات، وتم بالفعل الاستلام الابتدائى بتاريخ 16 أكتوبر الماضى ويجرى أعمال نقل الحيازة من المقاول لوزارة الإسكان مع إسناد المشروع لشركة حراسة وصيانة لحين توفير مشغل دائم، أما القطاع الجنوبى أو قطاع «جاردن سيتي» فهو يمتد من كوبرى قصر النيل حتى كوبرى الميرديان بطول 1.1 كم، ويجرى تنفيذه من قبل الهيئة الهندسية للقوات المسلحة. وأخيرًا المرحلة الرابعة، وهى تمتد بطول 3500 متر وتقع على الساحل الشرقى من كورنيش الزمالك وتضم محلات وحمامات، بجانب 3 غرف كهرباء و3 جراجات سطحية، وأيضًا كوبرى معدنى ضمن مكونات الممشى، ووصلت نسبة إنجاز الأعمال 95%. جذب سياحى ويعمل مشروع ممشى أهل مصر على إتاحة المزيد من أماكن الجذب السياحى لها، وذلك تماشيًا مع مختلف المدن العالمية التى تقع على أنهار ومجارى مائية، والتى تقوم بمثل هذه المشروعات، وهو ما يعمل على تحقيق عائد سنوى للدولة، كما كلف الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء، بتصميم أنظمة إضاءة ليلية على أعلى مستوى من الجودة فى جميع المناطق المطلة على النيل، والتى ستدخل ضمن مشروع تطوير الممشى.. كما أن هذا المشروع له مردود اقتصادى لأنه يحافظ على جوانب نهر النيل من الانهيارات، وبالتالى الحفاظ على مساحة الرقعة الزراعية من التآكل، وأيضًا التجمعات السكنية القديمة الموجودة والمنشآت السياحية، كما أنه يمنع تمامًا التعديات على نهر النيل، وله مردود حضارى وبيئى لأنه سوف يطور وجهات العقارات المطلة عليه، وهو ما سينعكس على جوانب نهر النيل وإظهاره بالمظهر الحضارى الذى يليق به وبالمصريين، ويعمل أيضًا على تشجيع ممارسة الأنشطة الرياضية المائية، مثل التجديف والمراكب الشراعية. تم الأخذ فى الاعتبار عند تخطيط هذا المشروع العملاق توفير مناطق انتظار للسيارات على مستوى منخفض واستغلال سطحها وواجهاتها فى أنشطة ترفيهية، على أن يراعى احتياجات أصحاب الهمم، وذلك طبقًا للضوابط واللوائح المنظمة لذلك مما يحقق عائدًا سنويًا للخزينة العامة للدولة. وكان للمشروع وخاصة المرحلة الأولى، علامة مميزة تتمثل فى تمثال ممشى أهل مصر، الذى يبرز التاريخ مع الحداثة، وقد صممه النحات المصرى أحمد موسى، الأستاذ بكلية الفنون الجميلة، الذى كشف عن كافة كواليس هذا العمل البديع، فقبل أن يتم التوافق بين الهيئة الهندسية والاستشارى الفنى والنحات على ذلك التمثال بالأخص لتنفيذه - قدم «موسى» 3 تصميمات، وأشار إلى أن فكرة تصميم التمثال مبنية على امرأة فرعونية تجلس والمياه تتساقط من يديها، موضحًا أنه لن يكون هناك مياه بالفعل فالتمثال ليس بنافورة، ولكن سيتم تنفيذه بطريقة توحى بأن هناك مياه من حيث الشكل فقط.