سانت لويس، الولاياتالمتحدة — دخلت شركات الفضاء الناشئة في سباق تقني لتطوير جيل جديد من الأقمار الصناعية المخصصة لرصد حرائق الغابات والاستجابة لها بشكل أسرع وأكثر دقة. اقرأ أيضًا| مخاوف متزايدة من سلامة محطة الفضاء الدولية مع اقتراب نهاية عمرها التشغيلي شركة Muon Space أطلقت في مارس الماضي أول قمر صناعي تجريبي ضمن مشروع "فايرسات" (FireSat)، في خطوة تهدف لبناء كوكبة من الأقمار الصناعية التي تراقب حرائق الغابات في جميع أنحاء العالم في الوقت شبه الحقيقي. ويتم تطوير المشروع بالتعاون مع التحالف غير الربحي Earth Fire Alliance. وتتميز هذه الأقمار بامتلاكها مستشعرات متعددة الأطياف بصرية وحرارية (EO/IR)، مما يسمح بتتبع الحرائق بدقة عالية، حتى في ظروف صعبة مثل الليل أو الدخان الكثيف. وقال براين كولينز، المدير التنفيذي للتحالف، خلال مشاركته في مؤتمر GEOINT في 18 مايو: "فايرسات ستكون أول كوكبة مخصصة بالكامل لرصد حرائق الغابات عالميًا، كجزء من منظومة استشعار متعددة المستويات تشمل الأرض والجو والفضاء." اقرأ أيضًا| ناسا تسعي لإطلاق «سيارة» تستخدمها في التنقل علي القمر وأشار كولينز إلى أن الخطة طويلة المدى تستهدف نشر 50 قمرًا صناعيًا، ما يتيح تغطية كوكبية بمعدل مرور كل 15 دقيقة، الأمر الذي يسرّع اكتشاف الحريق وتوجيه الموارد بشكل فوري وفعّال. وبالإضافة إلى الاستخدامات المدنية، فإن نظام FireSat مصمم كذلك لخدمة الأغراض الأمنية والدفاعية، بالتعاون مع وكالة الاستطلاع الوطني الأمريكية لتقييم إمكانيات المستشعرات في دعم الأمن القومي. لكن رغم هذا التقدم، لا تزال التحديات قائمة، خصوصًا في تحويل البيانات الخام إلى معلومات قابلة للتنفيذ من قبل فرق الطوارئ. وأوضح الرئيس التنفيذي لشركة Muon Space، جوني داير، أن الذكاء الاصطناعي سيكون عاملًا محوريًا في تجاوز هذا التحدي، لكنه أشار إلى أن سرعة التحليل لا تزال محدودة. اقرأ أيضًا| ناسا: إطلاق صاروخ يحمل مركبتين فضائيتين أمريكية ويابانية إلى القمر وفي السياق ذاته، تسعى شركات أخرى مثل Iceye الفنلندية (عبر فرعها الأمريكي) إلى استخدام رادارات الفتحة الاصطناعية (SAR) التي تمتاز بقدرتها على الرؤية من خلال السحب والدخان، لتعزيز الاستجابة للكوارث. وأكدت ماديسون كريدن، مديرة تطوير الأعمال في Iceye US، أن هناك حاجة ماسة لتحسين التنسيق بين مشغلي الأقمار الصناعية والوكالات المعنية بحالات الطوارئ، مشيرة إلى أن التأخر في إجراءات التعاقد يُبطئ الوصول إلى البيانات الحيوية عند اندلاع الكوارث. على جانب آخر، تستمر الاستثمارات الدولية في هذا المجال في النمو، حيث أعلنت الشركة الألمانية OroraTech عن جولة تمويل جديدة وافتتاح مقرها الأمريكي في مدينة دنفر بولاية كولورادو، لتكون مركزًا لتقديم حلول مراقبة وتحليل حرائق الغابات لخدمات الطوارئ الأمريكية. اقرأ أيضًا| ناسا تحقق إنجازا تاريخيا.. مركبة «باركر» تنجو من أقرب مرور على الشمس في التاريخ ومع تزايد حدة الحرائق بسبب تغير المناخ، يؤكد الخبراء أن المراقبة الفضائية أصبحت أداة لا غنى عنها في مواجهة الكوارث البيئية. وقال المسؤول السابق في إدارة حرائق كاليفورنيا، كريستوفر أنتوني: "نحتاج إلى أدوات فضائية متطورة لمواكبة التوسع غير المسبوق في حرائق الغابات."