غزة- وكالات الأنباء: وجه رئيس أركان جيش الاحتلال القيادة الجنوبية بزيادة عمليات إطلاق النار خلال الساعات المقبلة فى قطاع غزة، فى الضربات الجوية والبريّة، وربما من البحر. وأضاف المصدر الأمنى الكبير أن النيران ستشتد خلال الأيام المقبلة، وسينفذ الجيش عمليات إضافية لم تشهدها غزة حتى الآن. ووفقا لمصادر عسكرية فى القيادة الجنوبية لجيش الاحتلال، فإن العمليات فى الأيام المقبلة ستحاول ممارسة ضغوط شديدة للغاية على حماس. تزامن ذلك مع إعلان متحدث باسم جيش الاحتلال بأن الفرقة 162 بدأت العمل فى شمال قطاع غزة، ضمن عملية «عربات جدعون». وجاء فى البيان أن القوة تمكنت حتى الآن من تحديد مواقع تمهيدا لتدميرها، واستهداف المقاتلين فى المنطقة. يأتى ذلك بالتوازى مع تنفيذ جيش الاحتلال خططا ممنهجة لتدمير القطاع الصحى حيث صعد الاحتلال من قصفه للمستشفيات والمراكز الصحية فى غزة ، فضلا عن استهداف مواقع نازحين بالقطاع. واستشهد أكثر من 70 فلسطينيا بينهم 12 فى قصف إسرائيلى لمدرسة موسى بن نصير التى تؤوى نازحين فى حى الدرج شرق مدينة غزة. ووصف مكتب الإعلام الحكومى بغزة ما يفعله الاحتلال ب»السلوك الإجرامي» الذى يرقى إلى جريمة إبادة جماعية مكتملة الأركان. وقال المكتب الإعلامى إن قوات الاحتلال تستهدف المنازل المأهولة ومراكز الإيواء والمستشفيات. وناشد مدير مستشفى كمال عدوان مجددا المنظمات الدولية التدخل لوقف العدوان، مشيرا على أن المسيرات الإسرائيلية تواصل إطلاق النار على محيط المستشفى. بينما طالبت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا « بدعم هائل بلا عوائق ولا انقطاع لضمان وقف انتشار الجوع فى غزة. وقالت إن الأوضاع فى القطاع تتدهور بشكل يومي، مشيرة إلى أن الحياة تغيب بالكامل عن قطاع غزة. ودعت مجددا المجتمع الدولى إلى الضغط لإدخال المساعدات إلى قطاع غزة. سياسيا، تضاربت تقارير ما بين اقتراب التوصل لاتفاق وقف اطلاق النار ووصول مفاوضات الهدنة لطريق مسدود. وأعلنت هيئة البث الإسرائيلية أمس أن مفاوضات الدوحة بشأن قطاع غزة مستمرة ويديرها ستيف ويتكوف، مبعوث الولاياتالمتحدة إلى الشرق الأوسط. وأشارت الهيئة نقلًا عن مصادرها إلى أنه تجرى حاليًا مناقشات بشأن صياغة خطة جديدة فى إطار المفاوضات لإطلاق سراح المحتجزين ووقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس.وأضافت أنه ستتم مناقشة إطلاق سراح ما بين 200 و250 أسيرًا فلسطينيًا، وهو البند الذى لا يزال مثيرًا للجدل. ونقلت صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية عن المبعوث الأمريكى للرهائن «آدم بولر» قوله «أعتقد أننا نقترب أكثر فأكثر من التوصل إلى اتفاق فى غزة». بينما أكدت المؤسسة العسكرية فى اسرائيل أن هناك صعوبات كبيرة فى المفاوضات الجارية فى قطر لإبرام صفقة تبادل ووقف إطلاق نار، وفقا لموقع «واللا» العبرى فإن الأمور عادت إلى نقاط البداية دون أى تنازلات من الأطراف. وأشار مصدر عسكرى للموقع الاستخباراتى إلى أن حماس لا تزال تصر على إنهاء الحرب بضمانات دولية، وأن المفاوضات معقدة للغاية. فى المقابل، حمل رئيس الوزراء القطرى محمد بن عبد الرحمن آل ثانى إسرائيل مسئولية فشل المحادثات فى غزة. واعتبر رئيس الوزراء القطرى أن تصعيد إسرائيل لعملياتها فى غزة هو سلوك «عدواني» يؤدى الى تقويض جهود السلام فى القطاع، بعد إفراج حركة حماس عن الرهينة الأمريكى الإسرائيلى عيدان ألكسندر. وقال إن جولة المفاوضات فى الأسابيع الأخيرة لم تسفر عن أى تقدم، بسبب الفجوة الجوهرية بين الأطراف»، مشيرا إلى أن أحد الطرفين يسعى إلى اتفاق شامل فى غزة، والطرف الآخر يريد اتفاقا جزئيا، ولم نتمكن من سد الفجوة بينهما. ولكنه أكد فى الوقت نفسه على مواصلة الوسطاء الجهود الدبلوماسية لوقف الحرب والافراج عن الأسرى.