تشهد صناعة السيارات تحولًا تقنيًا كبيرًا تقوده تقنيات الذكاء الاصطناعي، ومن أبرز هذه الابتكارات تقنيتا التعرف على الصوت والوجه، اللتان لم تعدا مجرد إضافات فاخرة، بل أصبحتا من العناصر الجوهرية لتعزيز الأمان وتقديم تجربة قيادة مخصصة وأكثر تفاعلية. ◄ الذكاء خلف المقود تعتمد تقنية التعرف على الصوت على تفاعل السائق مع السيارة عبر الأوامر الصوتية، لتنفيذ مهام متعددة مثل ضبط الملاحة، إجراء المكالمات، تشغيل الوسائط أو التحكم في المناخ، وذلك دون الحاجة إلى لمس الأزرار. أما تقنية التعرف على الوجه، فترتكز على كاميرات مدمجة تُمكّن النظام من تحديد هوية السائق بدقة، وضبط الإعدادات الشخصية تلقائيًا، من وضعية المقعد إلى درجة حرارة التكييف، وحتى الحسابات الرقمية المرتبطة. ◄ أمان وتخصيص بلا مفاتيح من أبرز فوائد هذه التقنيات تعزيز الأمان، إذ تمنع تشغيل السيارة من قبل غير المصرح لهم، من خلال التحقق البيومتري، ما يوفر بديلًا أكثر أمانًا من المفاتيح التقليدية. كما تتيح مراقبة يقظة السائق وتنبيهه في حال رصد مؤشرات تعب أو غفوة، ما يحد من مخاطر الحوادث. ◄ اقرأ أيضًا | «هوندا» تخفض استثماراتها في السيارات الكهربائية بأكثر من 20 مليار دولار ◄ شركات تتصدر المشهد دخلت شركات كبرى مثل مرسيدس-بنز، بي إم دبليو، تسلا، وجينيسيس سباق الابتكار عبر دمج هذه التقنيات في طرازاتها، فيما برزت شركات صينية مثل NIO وXpeng كمنافسين بارزين في اعتمادها الشامل على هذه الأنظمة ضمن سياراتها الكهربائية المتقدمة. ◄ مستقبل واعد وتحديات قائمة رغم الفوائد الكبيرة، تبرز تحديات تتعلق بالخصوصية وحماية البيانات البيومترية، إلى جانب صعوبات التعرّف الصوتي في البيئات الصاخبة أو بسبب تنوع اللهجات. ومع ذلك، يُتوقع أن تُصبح هذه التقنيات من المواصفات القياسية في السيارات بحلول عام 2030، خاصة في ظل التوسع في تطوير المركبات ذاتية القيادة. إن تقنيات التعرف على الصوت والوجه تمثل نقطة تحول في مفهوم القيادة، حيث تمزج بين الأمان، الراحة، والذكاء الاصطناعي لتقديم تجربة قيادة غير مسبوقة.