كل أب وأم يتمنون أن يكونوا مصدر أمان وفخر وحب لأطفالهم، لكن في طريق التربية، قد نرتكب بعض الأخطاء بحسن نية تؤثر على علاقتنا بهم دون أن نشعر، ومن المهم أن نراجع سلوكياتنا اليومية، ليس بهدف المثالية، ولكن من أجل بناء علاقة قوية تقوم على التقدير والاحترام المتبادل. إليك أبرز الأخطاء التي قد تبعد أبناءك عنك عاطفيا، وطرق التعامل معها برؤية أكثر وعيا. اقرأ أيضًا | لغات الحب الخمسة| كيف يختلف أسلوبنا في التعبير عن المشاعر؟ 1. السعي وراء المثالية الزائدة رغبتك في أن تكون والدا مثاليًا أمر طبيعي، ولكن الإفراط في ذلك قد يشعر أبناءك أنهم لا يستطيعون إرضاءك أبدا، الأطفال الذين يشعرون بأنهم دائما "أقل مما يجب" قد يعجزون عن التعبير عن حبهم وتقديرهم لك، لا بأس أن تظهر لهم أنك أيضًا تخطئ أحيانًا، فذلك يقربهم منك أكثر ويجعل العلاقة أكثر إنسانية. 2. عدم الإنصات الحقيقي الاستماع لأطفالك لا يعني سماع كلماتهم فقط، بل فهم مشاعرهم، والاهتمام بما يقولونه حتى لو بدا بسيطًا،الأطفال لا يحتاجون دائمًا إلى حلول، بل إلى من يسمعهم دون حكم،الاستماع الجيد يبني الثقة، ويشعر الطفل بقيمته، مما ينعكس لاحقًا في احترامه وتقديره لك. 3. التسلّط الزائد التوازن بين الحزم والحب هو مفتاح التربية السليمة، حين يشعر الأطفال أن العلاقة مبنية فقط على الأوامر والضوابط، يفقدون الإحساس بالأمان العاطفي،التربية القائمة على الترهيب تولّد الخوف وليس الاحترام، لذا حاول أن تكون قدوة تحتذى، لا سلطة تُخشى. 4. الإفراط في الحماية من الطبيعي أن نخاف على أطفالنا، لكن الحماية الزائدة قد تمنعهم من اكتساب المهارات الحياتية المهمة،عندما تمنحهم الثقة في خوض التجارب، حتى مع وجود بعض الإخفاقات، فإنك تُعلمهم الاستقلالية، وتعزز من احترامهم لك كوالد داعم وليس متحكما. 5. إهمال العناية بالنفس الوالد المرهق نفسيا يصعب عليه تقديم الدعم العاطفي السليم،لا تهمل راحتك وصحتك، فحين تعتني بنفسك، فإنك تقدم نموذجا صحيا لأطفالك حول أهمية التوازن والحب الذاتي، مما يعزز من تقديرهم لك. 6. عدم التعبير عن التقدير لأبنائك أحيانا ننسى أن أبناءنا يحتاجون لسماع كلمات التشجيع مثل "أنا فخور بك" ،"أحبك كثيرا" هذه العبارات البسيطة تبني جسورا من المودة والامتنان، وتعلم الطفل كيف يعبر عن مشاعره هو الآخر، التقدير المتبادل يبدأ بك. التربية لا تحتاج للكمال، بل للصدق والتعاطف والاستمرارية،حاول أن تراجع أسلوبك من وقت لآخر، وكن مرنا في تعلم ما يسعد أبناءك ويقوّي علاقتك بهم، في النهاية، ما يتذكره الأبناء هو كم شعروا بالأمان والقبول في وجودك، لا كم كنت مثاليًا.