التقاعس والإهمال جريمة مكتملة الأركان تسىء إلى السياحة فى مصر ، ومواجهتها تحتاج إلى حسم وحزم وردع ، لا تنفع فيها كلمات « معلهش ، وأنا آسف ، ده قضاء وقدر» ، ولا ينفع معها اعتذار وبيان أسف ، إنما تحتاج إلى إجراءات حازمة وفق قانون ولوائح صارمة وواضحة ، وتحتاج إلى متابعة مستمرة من جهات مستقلة مهمتها الحفاظ على سمعة السياحة بمصر . أقول هذا بمناسبة سقوط لائحة إعلانات على رءوس عدد من السياح داخل صالة السفر الدولى رقم (2) بمطار شرم الشيخ ، مما أدى إلى وفاة راكبة كازاخستانية وإصابة اثنتين آخرتين، وذلك أثناء انتظارهما للصعود إلى الطائرة المتجهة إلى العاصمة أستانا على متن رحلة شركة «سكات»، فى هذه الأمور يجب أن يجرى تحقيق شفاف ومعلن عن المتسبب فى هذا الإهمال واتخاذ العقوبات الرادعة ضده . وتكليف جهة فنية مستقلة لمراجعة لوحات الإعلانات فى شرم الشيخ وغيرها من المطارات ، لا يكفى أن تُعرب وزارة الطيران المدنى عن خالص أسفها وتعازيها ،أثق فى قيام النيابة العامة بدورها على أكمل وجه ، لكنى أطالب الحكومة بالتحقيق المستقل فى هذا الإهمال الجسيم ، واتخاذ اجراءات البتر للمهمل الذى تسبب فى سوء سمعة السياحة المصرية . ولأن الدولة المصرية حريصة على اتخاذ مايلزم فقد قام وزير الطيران بالاتصال مع القنصل الفخرى لدولة كازاخستان ، والقنصل الكازاخى بالقاهرة، تم خلاله نقل خالص التعازى والمواساة فى هذا المصاب الجلل، والتأكيد على فتح تحقيق رسمى شفاف من جانب النيابة العامة، واتخاذ ما يلزم من إجراءات لضمان تقديم الدعم الكامل للركاب وأسرهم، كما أنه جرى نقل الراكبتين إلى مستشفى شرم الشيخ الدولى لتلقى الرعاية الطبية اللازمة ، وأيضا توفير الإقامة لهما بأحد الفنادق لحين استكمال الرعاية الصحية اللازمة، وتوفير إقامة لنجل السيدة المتوفاة لحين استكمال الإجراءات التنسيقية التى تتم حاليًا مع السفارة الكازاخستانية بالقاهرة . مثل هذه الحوادث لم تكن لتحدث لو لدينا صيانة ومتابعة مستمرة لكل الأعمال . دعاء : اللهم احفظ مصر