بقلم : حازم عبده فى الثالث من مايو الجاري، نشر الرئيس دونالد ترامب، المسيحي المشيخي، رئيس الولاياتالمتحدةالأمريكية البروتستانتية، على موقعه «تروث سوشيال» صورة له تم تصنيعها بواسطة الذكاء الاصطناعي، بزي بابا الفاتيكان، قلعة الكاثوليكية التي يتبعها نحو 1.4 مليار إنسان وبعد خمسة أيام أي يوم الخميس الثامن من مايو، انطلق الدخان الأبيض من شرفة كنيسة القديس سان بطرس بالفاتيكان معلناً انتخاب الكاردينال الأمريكي، روبرت بريفوست بابا للفاتيكان، ليصبح البابا رقم 267 والذي اختار لنفسه اسم البابا ليو الرابع عشر. فى سابقة هي الأولى أن يتم انتخاب أمريكي، وإن كانت تعود أصوله إلى إيطاليا، ليجلس على كرسي البابوية فى الفاتيكان. فهل كان ذلك مجرد مصادفة؟! البابا ليو الرابع عشر الذي خلف البابا فرانسيس الأرجنتيني ذي الأصول الإيطالية أيضاً، يبلغ من العمر 69 عاماً، وُلد فى شيكاغو، ويُنظر إليه على أنه مُصلح، إذ عمل مُبشراً فى البيرو، ثم عيّن رئيساً للأساقفة هناك، وهو يحمل أيضاً الجنسية البيروفية، وعُرف عنه شخصيته الودودة، إذ عمل وسط المجتمعات المهمّشة. والمعروف أن أول من استخدم الاسم البابا ليو الأول، (القديس ليو الكبير)، تولى منصب البابا بين عامي 440 و461م، وكان هو البابا الخامس والأربعين، واشتهر بالتزامه بالسلام. حصل البابا ليو الرابع عشر على شهادة جامعية فى الرياضيات من جامعة فيلانوفا فى بنسلفانيا بالولاياتالمتحدة عام 1977، ودرجة الماجستير فى اللاهوت من الاتحاد اللاهوتي الكاثوليكي فى شيكاغو، فضلاً عن شهادة جامعية ودرجة الدكتوراه فى القانون الكنسي من الكلية الحبرية للقديس توما الأكويني فى روما، وعرف عنه أنه شخصية مؤيدة لاستمرار إصلاحات البابا فرنسيس فى الكنيسة الكاثوليكية. على الرغم من كل المعطيات المتفائلة بنهج البابا الجديد فى أن يسير على خطى سابقة الراحل البابا فرانسيس الذي نجح فى أن يبني جسوراً طيبة للحوار مع العالم الإسلامي، بحثاً عن الخير والسلام والاستقرار للبشرية ووقع على وثيقة الأخوة الإنسانية مع الإمام الأكبر شيخ الأزهر، إلا أن هناك مخاوف من ميراث العداء للإسلام الذي تركه البابا بنديكتوس السادس عشر ذي الأصول الألمانية والذي تولى البابوية خلفاً للبابا يوحنا بولس الثاني عام 2003 حتى تخلى عن البابوية عام 2013 ليخلفه البابا فرانسيس، حيث كان يناصب بنديكتوس ورئيس المجلس البابوي للحوار الكاردينال جان لوي توران الإسلام العداء، وشهدت فترته تدهوراً حادًا مع العالم الإسلامي، وتوقفت فيها مسيرة الحوار بين الجانبين. كلي أمل فى ألا يتأثر البابا الجديد برئيس بلاده دونالد ترامب وأن يواصل بناء الحوار القائم على الاحترام مع العالم الإسلامي، فهناك الكثير من القضايا المشتركة التي يمكن العمل فيها معاً لمواجهة الحروب والصراعات والفقر والتيارات التي تهدد الأسرة، وخالص التهنئة إلى البابا ليو الرابع عشر وإلى كل إخوتنا من الكاثوليك فى مصر والعالم باختيار الحبر الأعظم الجديد.