سأتخلى عن حيادى وأقول إن احتمالات هبوط الإسماعيلى تصيبنى بالحزن العميق والغضب الشديد..الحزن لأن أيقونة حلاوة كرة القدم المصرية جار عليها الزمن..السامبا المصرية الخيالية الممتعة ربما تذهب ولا تعود..الإسماعيلى كان ''فلتة'' بين مدارس الكرة المصرية، وكان الأكثر شعبية فى مصر..كان النادى الثانى عند جماهير الأهلى والزمالك أى أنه كان مصرياً شاملاً، وهو فى ذات الوقت قلب وروح ومشاعر جماهير الإسماعيلية وفرحتها الوحيدة ولقمتها اللذيذة وشعارها المتفرد على خط القناة والتسرية التى كانت تلطف الحياة فى الأيام الصعبة على جبهات سيناء.. وأنا غاضب جدا لأن أحدا لم يلتفت لهذا الصرح الشامخ الجميل فى مظهره وجوهره وهو يهتز ثم تظهر فيه الشروخ والشقوق ثم تسقط أطرافه وبعده تتساقط جدرانه وأعمدته وأخيرا تنهار أسقفه.. وأتمنى ألا يمصمص أحد شفتيه ويقول لى ياعم كل دوريات البلدان فيها الكبار يهبطون لأننى سأقول له إذا كنت متمسكا بالقواعد الورقية فى اللوائح والقوانين فعليك أن تتمسك بها كلها لتوزع نظرتك العادلة على الجميع.. ولما نبقى زى دوريات الناس التانية فى كل شىء ابقى تعال عاتبني..لا تقارن بين أشياء لا تستقيم معها المقارنة..عليك أولا أن تضع الأساسيات السليمة فى بناء منافساتك وتضمن أن يجلس الجميع سواسية داخل هذا البناء ثم تعال وقل لى ما تشاء..لا يوجد متابع لكرة القدم لا يعرف ماذا حدث للإسماعيلى من تجريف، وكان الظن أن قاعدة ''دعوه لا يموت ولا يحيا'' تسرى عليه ولن يلفت إليه النظر طالما يتنفس لكن فاجأهم أن ال''لا'' الأولى تم حذفها وبقت ال''لا'' الثانية.. وبناء عليه وعلى ما يقتضيه القلب والعقل والعدل أطالب بكل ثقة ودون تردد أن يبقى الإسماعيلى ولا يهبط لأنه كافح لعقد من الزمان كى يعيش، لكنه استسلم بعد أن خارت قواه وهو يقاتل فى الميدان وحده..أرجوكم الغوا الهبوط من أجل الدراويش الطيبين المظلومين..وسيبكم من كلام الجلادين الذين يستمتعون بتعذيب الآخرين..