سئل الإمام محمد الغزالي: ما حكم تارك الصلاة؟ فأجاب: «حكمه أن تأخذه معك إلى المسجد». بهذا الرد البسيط والعميق، اختصر الغزالى منهج الرحمة فى الدعوة، منهج يفتح الأبواب ولا يغلقها.. بعض شيوخ هذا الزمان يغيب عنهم التوازن، أصبحت منابرهم تضج بالوعيد والتهديد وتناسوا أن الله غفور رحيم كما هو شديد العقاب ، أحدهم قال للمصلين من يصلى فى رمضان فقط ربنا مش عاوزه ، وغيره ينصح الناس وهو يتهكم عليهم .. والآخر يعاير الناس بجهلهم. لماذا تغلقون أبواب الرحمة فى وجوه الناس؟ نحن فى زمن أحوج ما نكون فيه إلى الدعوة بالترغيب لا الترهيب... ألم تسمع يا شيخنا عن الرجل الذى قتل 99 نفسا ودخل الجنة، هل أتاك حديث سحرة فرعون الذين كانوا فجارا كفارا فى أول النهار فلم يأت الليل إلا وآمنوا برب هارون وموسي، فدخلوا الجنة رغم أنهم لم يسجدوا إلا سجدة واحدة. لا أستطيع ان أقيم هؤلاء كعلماء دين ولا أجرؤ على ذلك لكن ليس كل عالم يصلح للخطابة! لابد ان يخضع هؤلاء لتأهيل نفسى واجتماعى قبل ان يصعدوا منابرنا ولابد ان يكون هناك تقييم مستمر لأدائهم عبر الاستماع لرأى الناس لا تجاهلهم.. وصدق الشاعر حين قال : أنا مخطئ أنا مذنب أنا عاصى .. هو راحم هو غافر هو كافى . قابلتهن ثلاثة بثلاثةٍ .. ولتغلبن أوصافه أوصافي. ■ ■ ■ بعد مقالى عن فوضى التكاتك، تواصل معى المقدم محمد عطا منصور، رئيس وحدة المرور ببركة السبع، وأكد أنه تمكن من ضبط أكثر من 600 توك توك مخالف، وتم توفيق أوضاع عدد كبير منهم بالتعاون مع المحليات ، لكن ما قد يغيب عنا أن هناك بعدا إنسانيا واجتماعيا فى الموضوع، فخلف كل توك توك أسرة تعيش من دخله. وأضاف: «المشكلة ليست فى وجود التكاتك بل فى سوء استخدامها، ما ينقص الناس هو التوعية، واحترام القانون». وأنا أوافقه تمامًا: الحل ليس بالمطاردة فقط، بل بالتثقيف وتنظيم السير، وحملات توعية مشتركة بين الداخلية ومنظمات المجتمع المدنى والإعلام. شكرًا للمقدم محمد عطا... الضابط الإنسان.. وشكرا لوزارة الداخلية على سرعة الرد والاستجابة وهذا ما ننتظره دائماً.