ذكرنا بالأمس ونؤكد اليوم مرة أخرى، أن النظرة المتفحصة فى معنى ودلالة المشاركة المصرية فى الاحتفالات الروسية بالذكرى الثمانين للانتصار فى الحرب العالمية الثانية، تتجاوز وتتعدى حدود المشاركة المراسمية فى الاحتفالات وتتخطاها إلى ما هو أكبر وأعمق من ذلك فى الدلالة والمعني. فالحرص الروسى على المشاركة المصرية وحضور الرئيس السيسى هذه الاحتفالات، يؤكد قوة ومتانة العلاقات المصرية الروسية، كما يؤكد فى الوقت ذاته ما أصبح لمصر من تواجد وحضور مؤثر وقوى على الساحتين الإقليمية والدولية، كما يؤكد أيضا عمق الصداقة بين بوتين والسيسى. وفى هذا السياق لا بد أن نسجل بموضوعية التواجد والفاعلية الإيجابية المصرية، على الساحات العربية والإقليمية والدولية طوال السنوات العشر الماضية وحتى الآن، وهو ما يحظى باحترام وتقدير الجميع، فى ضوء السعى المصرى الدائم والمستمر لتحقيق الاستقرار والسلام فى المنطقة والعالم. وأحسب أنه أصبح واضحا وبقوة القدر الكبير من الحضور والفاعلية المصرية فى محيطها العربى والإقليمى والشرق أوسطى، وهو الحضور والدور المرحب به والمطلوب فى ظل الأحداث المقلقة والمضطربة إقليميا ودوليا فى الآونة الأخيرة،..، نظرا لأن مصر أصبحت فى نظر كل دول وشعوب المنطقة والعالم كصمام أمان فى هذه المنطقة المشتعلة بالاضطرابات والقلاقل والعنف والعدوان. والقول بأهمية المشاركة والحضور المصرى فى هذا الوقت هو استقراء صحيح ومؤكد فى ضوء المحادثات المتعمقة والناجحة التى جرت بين الرئيسين والوفدين، وهو ما يعكس العلاقات المتينة بين القاهرة وموسكو والرغبة المتبادلة لدعمها وتقويتها فى كل المجالات وعلى كل المستويات. وفى هذا الإطار نستطيع التأكيد على المردود الكبير والواضح للمشاركة والزيارة، فيما أكده الطرفان من الرغبة المشتركة فى زيادة وتطوير التنسيق المشترك بينهما، للوصول إلى المستوى المأمول فى ظل الصداقة الاستراتيجية القائمة والمتجددة بين الدولتين والشعبين. ودون مبالغة فإن ما أسفرت عنه المشاركة المصرية والحضور المؤثر والمباحثات التى دارت بين الرئيسين، من نتائج مهمة وواضحة، قد لفت اهتمام كل مراكز ومواقع الرصد والتحليل الإقليمية والدولية، وذلك نظرا للثقل النوعى للقاهرة وموسكو وتأثيرهما الفاعل، فى ظل ما تشهده المنطقة والعالم الآن من تطورات جسيمة ومتغيرات سريعة ومتلاحقة واضطرابات وعدم استقرار إقليمى ودولى.