في خطوة تحمل دلالات استراتيجية بالغة الأهمية، جاءت زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى العاصمة الروسية موسكو تلبية لدعوة رسمية من الرئيس فلاديمير بوتين للمشاركة في احتفالات "عيد النصر"، لتعكس عمق العلاقات بين القاهرةوموسكو، ودور مصر المحوري في القضايا الإقليمية والدولية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، وتعزيز التعاون الاقتصادي والسياحي بين البلدين. رسائل واضحة حول دعم القضية الفلسطينية ومن جانبه ، أكد المستشار عصام هلال، الأمين العام المساعد لحزب مستقبل وطن ووكيل اللجنة التشريعية والدستورية بمجلس الشيوخ، أن اللقاء بين الرئيس السيسي ونظيره الروسي بوتين حمل رسائل واضحة، أبرزها تمسك مصر بدعم القضية الفلسطينية، ورفض محاولات تصفيتها، مع التأكيد على ضرورة إقامة الدولة الفلسطينية على حدود 4 يونيو 1967. وأشار هلال إلى أن هذا الموقف يعكس عمق العلاقات بين مصر وروسيا باعتبارهما دولتين محوريتين في السياسة الدولية، وشريكتين في دعم الاستقرار الإقليمي. اقرأ أيضًا | بعد زيارة الرئيس السيسي لموسكو.. زيادة كبيرة في أعداد السائحين الروس القادمين لمصر دعم مشترك للاقتصاد وتوسيع التعاون الاستراتيجي ومن جهته، قال النائب حسن عمار، عضو مجلس النواب، إن قمة السيسي–بوتين لم تقتصر على الشأن السياسي، بل ناقشت أيضًا سبل تعزيز التعاون الاقتصادي، خصوصًا في مجالات السياحة والطاقة والحبوب والصناعات الثقيلة. وأشار إلى أهمية مشروع المنطقة الصناعية الروسية بمحور قناة السويس، التي تمثل نقلة نوعية في جذب الاستثمارات وتعزيز التصنيع المحلي، كما أكد أن استعادة حركة السياحة الروسية يُعد هدفًا استراتيجيًا لدعم الاقتصاد الوطني. مكانة مصر في المعادلة الدولية ومن ناحيته، أوضح محمد رمضان، أمين العمال بحزب مستقبل وطن بمحافظة الجيزة، أن دعوة الرئيس السيسي للمشاركة في احتفالات "عيد النصر" تعكس المكانة الدولية التي وصلت إليها مصر تحت قيادته، ومكانتها الرفيعة لدى الجانب الروسي. وأشار إلى أن مشاركة الرئيس في مثل هذه المناسبات العالمية تؤكد الرؤية السياسية الحكيمة وحرص القيادة المصرية على توسيع شبكة العلاقات مع القوى الكبرى بما يخدم المصالح الوطنية. دعم روسي للجهود المصرية في تهدئة الأوضاع بغزة وبدوره، وصف النائب فرج فتحي فرج، عضو مجلس الشيوخ، القمة بين السيسي وبوتين بأنها جاءت في توقيت حرج للغاية، لا سيما في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة. وأكد أن اللقاء كرّس الدور المصري كركيزة أساسية للأمن الإقليمي، مشيرًا إلى أن روسيا تدعم الجهود المصرية لوقف التصعيد وإعادة الإعمار في القطاع. فرص واعدة لتصدير الحاصلات الزراعية كما قال النائب إبراهيم الديب، عضو لجنة الزراعة والري بمجلس النواب، إن روسيا تُعد أكبر مستورد للحاصلات الزراعية المصرية، حيث بلغت قيمة الصادرات 421 مليون دولار. وأضاف أن زيارة الرئيس السيسي تمهد لمزيد من التعاون الزراعي وفتح أسواق جديدة، في ظل التوافق السياسي والاقتصادي بين البلدين، مشددًا على أهمية تطوير الزراعة المصرية باستخدام التكنولوجيا الحديثة. اقرأ أيضًا | عرض مهيب فى الساحة الحمراء بموسكو :القوات المسلحة المصرية تشارك فى احتفالات عيد النصر علاقات تتجدد وتتمدد وأجمعت تصريحات النواب على أن زيارة الرئيس السيسي إلى موسكو لا تُعد زيارة بروتوكولية فحسب، بل هي محطة مهمة على طريق تعميق العلاقات مع روسيا، وتعزيز المصالح المشتركة، ودعم جهود السلام في المنطقة، وهو ما يعزز من مكانة مصر كدولة محورية ذات تأثير ممتد إقليميًا ودوليًا.