اشتهرت الفنانة تحية كاريوكا (1915-1999) بأنها أيقونة الرقص الشرقي في مصر، وقبل نحو 62 سنة أجرت معها الكاتبة الصحفية والناقدة الراحلة إيريس نظمي، حوارًا جريئًا فى «آخرساعة» تحدثت فيه عن الراقصات الشرقيات فى ذلك الوقت، كما تطرقت فيه إلى علاقتها بالمسرح والتلفزيون وقصة مرضها الذى حار فيه الأطباء وانتهى بعد زيارة كنيسة القديسة سانت تريزا.. نعيد نشر الحوار بتصرف محدود فى السطور التالية: وضعت «آخرساعة» أمام أستاذة الرقص الشرقى تحية كاريوكا مجموعة من صور الراقصات وطلبت منها أن تقول رأيها فى كل واحدة بصراحتها.. ووضعت تحية نظارتها الطبيّة فوق عينيها وبدأت تتفحص كل صورة وتقول رأيها. نظرت تحية إلى صور بعض الراقصات المبتدئات ثم سألت عن أسمائهن، وقالت وهى تنظر إلى صورة سامية جمال: «إنها تعجبني.. تعجبنى جدًا»، لكنها رفضت أن تقول رأيها فى رقص نجوى فؤاد. وقالت وهى تنظر إلى إحدى الراقصات: «صورة مين دي؟» فقلت لها: «راقصة اسمها ناهد صبري»، فعلقت قائلة: «أذكر أنها جاءتنى ذات يوم وطلبت منى أن أعلمها كيف تستخدم الصاجات واعتذرت لها لعدم وجود وقت فراغ عندي». ونظرت الأستاذة كاريوكا إلى صورة الراقصة بديعة مصابنى وقبلتها وهى تقول: «طول عمرها أستاذة حتى بعد اعتزالها للرقص»، وتابعت: «ما عاد هناك رقص شرقى بالمعنى المفهوم، كلها حركات هيستيرية لولبية لهز البطن وإثارة الجمهور فقط، وهذا ليس فنًا على الإطلاق». وتحية كاريوكا اعتزلت الرقص وقررت عدم العودة إليه إلا إذا كان دورها فى الفيلم أو المسرحية التى تظهر فيها يقتضى منها الرقص. وقالت تحية كاريوكا إنها ستقدم بعد «شفيقة القبطية» قصة «شباب امرأة» بعد تحويلها إلى مسرحية وكانت قد لعبت دور البطولة فيها أمام شكرى سرحان فى فيلم يحمل نفس الاسم وأخرجه صلاح أبوسيف. ◄ اقرأ أيضًا | في ذكري وفاتها.. 14 زوجا في حياة تحية كايروكي | صور ■ تركت الرقص للمسرح ◄ قلت لتحية: لماذا قررت اعتزال الرقص؟ لأتفرغ للمسرح فقط.. لقد اعتزلت الرقص الذى كنت أظهر فيه أمام الجماهير فلا يجرؤ أحد على مقاطعتى أو حتى يهمس لزميله بالحديث طوال الفترة التى كنت أرقص فيها. أما الآن فالجمهور يقزقز اللب ويأكل ويشرب ويصيح ويلقى النكات والراقصة تهز وسطها أمامه كالأراجوز. وتحية كاريوكا تجمع فى شخصيتها مجموعة من المتناقضات، فهى رقيقة لكنها عصبية عندما تثور، وهوايتها القراءة وتثقف نفسها بنفسها، مكتبتها مليئة بكتب السياسة والأدب والفن والتاريخ.. وسألتها عن الكتاب الذى تقرأه هذه الأيام، فقالت: «أنا الآن أقاطع كل الكتب وأتفرغ تمامًا لقراءة المسرحيات الجديدة التى أنوى تقديمها». ◄ سانت تريزا وبين تحية كاريوكا وسانت تريزا صداقة قديمة تتجدد دائمًا، وتحية تضع صورتها فى صدرها وتضيء لها الشموع فى كل مناسبة.. وقالت تحية وهى تذيع سر هذه الصداقة إنها عندما كانت طفلة صغيرة أصيبت عيناها بمرض حار الأطباء فى علاجه، وعندما يئست أمها من علاجها أشار عليها بعض أصدقائها بإضاءة الشموع لسانت تريزا.. وتقول تحية: «العجيب أن عينى شفيت تمامًا في اليوم التالي، ومن وقتها والصداقة بينى وبين سانت تريزا تزداد يومًا بعد يوم». قلت لأستاذة الرقص التى تحولت إلى ممثلة مسرحية: ◄ وما هى علاقتك الآن بالسينما؟ مجرد ممثلة أؤدى الأدوار التى يسندها إليّ المخرجون. ◄ ولماذا لا تظهرين في التلفزيون؟ قدمت من قبل أحد البرامج ثم أوقف تقديمه. ◄ لماذا لا تبحثين عن فكرة أخرى؟ لديّ أفكار كثيرة لكننى لا أريد أن أعرضها بنفسى على المختصين وأنتظر أن يسألونى عنها، حتى لا يسمع أحدهم الفكرة منى وينفذها باسمه. ■ مذكرات كاريوكا ◄ هل تفكرين فى كتابة مذكراتك؟ كتبت بالفعل جزءًا كبيرًا منها وأنتهز أوقات فراغى لأواصل كتابة أجزاء منها. («آخرساعة» 27 فبراير 1963)