كان محمد الكحلاوي يتمتع بقوة بدنية، وقلب كالحديد، حيث كان يأخذ الحق لكل ضعيف مظلوم بالحسنى أو بالعافية. وفي عام 1937، اي بعد قيام الإذاعة المصرية بثلاث سنوات، جاءت الحرب العالمية الثانية. وامتلأت مصر بجنود الحلفاء الانجليز، استراليين، وهنود ومن كل المستعمرات الانجليزية، وكانت لهم عربدة في شارع كلوت بك حيث الخمارات الرخيصة، وكثير ماكانوا يتهورون بالاعتداء بالضرب على المواطنين ويحاولون الوصول إلى المناطق المحظور عليهم دخولها، وهي بيوت الأهالي والعائلات الشرفاء. اقرأ أيضًا| صلاح جاهين.. «العصفور الحزين صانع البهجة» ومن شارع كلوت بك تتفرع حارة اسمها (البارودية) طرفها الآخر شارع باب البحر الذي يقطن به الأهالي الطيبين الذين يتعرضون لاغارات من الجنود الانجليز السكارى، وكان الأهالي يضربونهم عندما يحاولون دخول البيوت حتى يتدخل البوليس المصري. وعندما تكررت حوادثهم انبرى لهم الكحلاوي وفريق من شجعان الحي وكونوا (جماعة الشرف الرفيع) انبثاقا من بيت الشعر القائل: "لايسلم الشرف الرفيع من الأذى حتى يراق على جوانبه الدم. ورأى الكحلاوي الذي اكتسب لقب (أبو الفوارس) في هذه المرحلة أن الانجليز يتسللون من منفذ حارة البارودية، وهو طريق مظلم يفضي إلى(درب الخف) ومنها إلى شارع باب البحر، فقرر مواجهتهم وتربص بهم ذات ليلة ومعه اثنان الأول هو المعلم احمد طبيخة، فتوة باب البحر، ورجل مبتور الساقين يتوكأ على عكاز واسمه حسن الغريق الذي كان فيه شجاعة مثيرة للذهول، وانضم اليهم عدد من جدعان الحتة. طلب منهم الكحلاوي سد مدخل درب الخف على من يفلت من حصار ثلاثي الكحلاوي وطبيخة والغريق، ولم يفلت أحد من جنود الانجليز المعتدين المهاجمين، وكانوا 13 جنديا انتظرهم الكحلاوي وطبيخة بالبونيات الحديدية وتلقوهم بها واحد تلو الآخر وبالمقالب والروسيات، وعندما يدوخ الجندي الانجليزي يعامله الغريق بعكاز فوق رأسه فيرديه قتيلا أو جريحا أو في غيبوبة فاقدا الوعي. وأصبح آنذاك عدد ضحايا الانجليز 13 جنديا، ومنذ تلك الليلة انقطع الهجوم الغادر من جنود الاحتلال، وسلمت البيوت الشريفة من محاولاتهم لاقتحامها. المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم