غزة - وكالات الأنباء: اعتبر مفوض الأممالمتحدة السامى لحقوق الإنسان أن خطط إسرائيل لترحيل سكان غزة تثير «المزيد من المخاوف» من أن هذه الإجراءات «تهدف إلى فرض ظروف حياة على الفلسطينيين تتنافى بشكل متزايد مع استمرار وجودهم كمجموعة» فى القطاع. وجاء فى بيان صدر أمس عن فولكر تورك أن «خطط إسرائيل المعلن عنها لترحيل سكان غزة قسرا إلى منطقة صغيرة فى جنوب القطاع وتهديدات مسؤولين إسرائيليين بترحيل الفلسطينيين إلى خارج غزة تثير المزيد من المخاوف من أن إجراءات إسرائيل تهدف إلى فرض ظروف حياة على الفلسطينيين تتنافى بشكل متزايد مع استمرار وجودهم كمجموعة فى غزة». فى غضون ذلك، كشفت صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية عن تفاصيل من العملية المسماة «عربات جدعون» وقالت ان العملية المخطط لها تتم على ثلاث مراحل رئيسية. المرحلة الأولى والتى بدأت بالفعل تشمل تدابير تحضيرية. المرحلة الثانية تتضمن قصفاً تمهيدياً مكثفاً من الجو والبر، إلى جانب نقل غالبية السكان المدنيين فى غزة إلى ملاجئ فى منطقة رفح. أما المرحلة الثالثة فهى مناورة برية تهدف إلى السيطرة التدريجية على أجزاء من القطاع والاستعداد لتواجد عسكرى طويل الأمد. والمرحلة التحضيرية جارية حالياً ومن المتوقع أن تستمر على الأقل لمدة عشرة أيام أخرى، حتى ينهى الرئيس الأمريكى دونالد ترامب زيارته للشرق الأوسط فى 16 مايو، وربما أكثر من ذلك. وخلال هذه الفترة، تُجرى تحضيرات فى منطقة رفح لاستيعاب ما يقرب من مليونى فلسطينى من غزة، يُتوقع وصولهم إلى هناك خلال المرحلة الثانية والتى تُعرف ب «مرحلة نقل السكان». والمنطقة المخصصة لهذا التحرك تقع فى الجزء الجنوبى الغربى من القطاع، بين ممر موراج وطريق فلادلفيا. وهذه المنطقة ليست متصلة جغرافياً، بل تتكون من مناطق واسعة حول رفح تم تفريغها من السكان، مع هدم معظم الأبنية فيها. ويعتقد الجيش الإسرائيلى أن معظم الأنفاق فى تلك المنطقة لم تعد صالحة للاستخدام من قبل حركة حماس. وتم إنشاء «منطقة رفح المعقمة» من خلال عملية عسكرية حديثة قطعت الروابط بين خان يونس ومخيمات اللاجئين الوسطى (دير البلح والمواصي) ورفح وتُعد هذه العملية بمثابة تمهيد للحملة الأوسع التى يجرى التخطيط لها الآن. وفى هذه المرحلة، ستقوم إسرائيل، بالتنسيق مع شركة أمريكية، بإنشاء مراكز لوجستية تقوم هذه الشركة من خلالها بتوزيع المساعدات الإنسانية، بما فى ذلك الغذاء والدواء والماء ووسائل النظافة، على المدنيين فى غزة، والتى ستصل عبر معبر كرم أبو سالم، وتخضع للتفتيش، ثم ترافقها القوات الإسرائيلية عبر أقصر الطرق إلى كل منطقة تستضيف مدنيين. فى كل من هذه المناطق، سيتم إنشاء مركز لوجستي، تشغله كوادر من الشركة الأمريكية التى تتولى أيضاً حالياً فحص الفلسطينيين العابرين من وإلى شمال القطاع. يأتى هذا فى حين ذكرت تقارير إعلامية نقلاً عن مصادر، أنه «خلال الساعات المقبلة سيتم صياغة مقترح جديد بشأن إدخال المساعدات إلى قطاع غزة، بضغط من الولاياتالمتحدة». وبحسب المصادر فإن المقترح يتضمن فتح ممرات إنسانية وإنشاء نقاط لتوزيع المساعدات. وأشارت المصادر إلى أن «الوسطاء أبلغوا الولاياتالمتحدة برفضهم تحميل إسرائيل مسئولية توزيع المساعدات»، مضيفة أن «مشاورات تجرى بشأن إمكانية أن تكون الولاياتالمتحدة مسئولة عن إدخال وتوزيع المساعدات». وأعلنت مصر وقطر أمس فى بيان مشترك أن البلدين يواصلان جهودهما لإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.