روى لى المشيرالجمسى - رحمة الله عليه - ذكرياته عن خطة حرب أكتوبر أو عن ما أطلق عليه كشكول الجمسى قائلًا: فى يونيو 1967خسرنا الحرب لأخطاء سياسية وعسكرية انتهت باستيلاء إسرائيل على سيناء والضفة الغربية وقطاع غزة وهضبة الجولان وكان تحرير الأرض بالقوة ومحو نكسة يونيو أمرًا حتميًا. كان هدف إسرائيل بعد النكسة منعنا من تحرير أراضينا بالقوة حتى نرضخ لهم ويتحقق السلام بشروطهم.. وعلمتنا خبرة الحروب أن قواتنا المسلحة العدو الرئيسى لهم ولذلك ركزوا على سيناء بإقامة التحصينات على الضفة الشرقية لقناة السويس وبناء خط بارليف والساتر الترابى وإنشاء المطارات ومد الطرق ووضع القوات الكافية والمدربة لمواجهة أى هجوم محتمل لنا واعتمادها بصفة رئيسية على المدرعات على الأرض والسلاح الجوى فى السماء والإطلاق على قواتنا المسلحة بالجيش الذى لا يقهر وقدرت أن عبورنا بتشكيلات كبيرة قناة السويس سيواجه بمقاومة شديدة وأنها مشكلة ضخمة مستحيلة وستكون مقبرة لنا. رغم الجهود السياسية والدبلوماسية التى بذلناها لإيجاد حل سياسى إلا أنها لم تحقق الحل السلمى وتوقفت نهائيًا وتعهدت أمريكا لإسرائيل فى عام 1972عدم تقدمها بأية مبادرة جديدة فى الشرق الأوسط قبل مناقشتها معها، بمعنى أن الموقف الأمريكى أصبح رهينة للسياسة الإسرائيلية ولذلك لم يكن أمامنا إلا قبول الأمر الواقع بمساوئه أو خوض حرب جديدة ضد إسرائيل فى ظل ظروف سياسية وعسكرية صعبة فكان قرار الحرب. ولعدم إمكان إيجاد تخطيط عسكرى عربى مشترك لم يكن أمامنا إلا التخطيط للقيام بعمل وحدنا لتحرير سيناء بالأسلحة والمعدات المتيسرة لدينا على مراحل طبقًا لنمو وتطور قدرتنا القتالية وأن تقوم سوريا والأردن بنفس العمل لتحرير الجولان واسترداد الضفة الغربية وذلك فى ظل التفوق العسكرى الإسرائيلى وصعوبة وجود قناة السويس كمانع مائى فريد علينا اقتحامه بقوات كبيرة مع مقاومة شديدة من العدو مستندًا لخط دفاعى محصن هو خط بارليف.. وكانت العملية الهجومية مع اقتحام مانع مائى عملية معقدة وخاصة أنه يتم تنفيذها تحت ظروف التفوق العسكرى للعدو وأنه مخاطرة علينا أن نتقبلها على أن يكون التخطيط لها محسوبًا بدقة تامة يضمن لها مقومات النجاح.. وكان التخطيط للقيام بعملية هجومية واقتحام قناة السويس وهزيمة التجمع الرئيسى للعدو فى سيناء والوصول إلى خط المضايق وتأمينه استعدادًا لتنفيذ أى مهام قتالية أخرى.. وللحديث بقية.